كشفت التحقيقات التي أجرتها مصالح أمنية مركزية مع شبكة تهريب المخدرات التي تم تفكيكها الأسبوع المنصرم بالناظور،عن تورط وتواطؤ مكشوف للعديد من عناصر الدرك الملكي والبحرية الملكية والقوات المساعدة مع عناصر الشبكة الموقوفة .وأشارت مصادر مطلعة أنه، بتعليمات من النائب العام، فإن الأشخاص التي وردت أسماؤهم في إطار هذه القضية، يجري حاليا استنطاقهم، وقد تم إعفاؤهم من مهامهم في مؤسساتهم الأصلية، وذلك في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق. و ذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن مصالح الأمن التي كانت قد تمكنت ، يوم الأحد الماضي، من تفكيك "شبكة هامة" لتهريب المخدرات نحو إسبانيا يقودها تاجر المخدرات "م . ل"، قد تكون نقلت عشرات الأطنان من مادة الشيرا ، على متن قوارب ذات سرعة عالية (غو فاست)، وذلك انطلاقا من سواحل منطقة الناظور ، خاصة ، قرية أركمان، وبوغافر وغوروكو ، ورأس الماء ، وتشارانا. وحسب النتائج الأولية للتحقيق، فإن هذه الشبكة كانت تعتمد على وسائل مالية ولوجيستكية وبشرية هامة ، في توفير وتعبئة ونقل المخدرات. وكانت هناك مجموعة من المعلومات الرائجة بالناظوربالإقليم منذ مدة ليست بالطويلة تشير إلى أن هناك تحقيقات تجرى من طرف السلطات المركزية حول تورط المسؤولين الأمنيين بالإقليم مع شبكات التهريب الدولي للمخدرات التي تنشط بقوة انطلاقا من سواحل الإقليم . وفي هذا الإطار كانت العديد من الفعاليات الجمعوية بالناظور قد دعت إلى فتح تحقيق بخصوص تورط مسؤولين إقليميين في الاتجار الدولي للمخدرات عبر بحيرة مارتشيكا "، وجاء هذا المطلب بناءا على الحملة الأمنية التمشيطية الغير المسبوقة التي كانت قد شنت بالناظور يوم 21 نونبر 2006 لبحيرة مارتشيكا تحت يافطة محاربة الاتجار الدولي للمخدرات، نجم عنها احتجاز 123 زورقا مطاطيا نفاثا خاصا بنقل الأطنان العديدة من المخدرات من داخل البحيرة نحو أوروبا، ، لكن نتائج هذه الحملة التمشيطية و ما رافقها من إجراءات أمنية لم تكن في مستوى التوقعات و الانتظارات، خاصة فيما يتعلق باعتقال بارونات المخدرات المالكين لهذه الزوارق و المشاركين معهم في تشكيل حلقتي الاتجار و التهريب، ومن ضمنهم مسؤولين أمنيين، مع الإشارة إلى أن عدم اعتقال أي بارون للمخدرات دليل واضح على تورط المسؤولين بالإقليم في التغاضي عن التهريب الدولي للمخدرات انطلاقا من سواحل الناظور ، وذلك مقابل مبالغ مالية مهمة يتلقونها كرشاوي . وتجدر الإشارة إن ساحل إقليمالناظور الممتد على 204 كلم الذي كان يجب أن يلعب دورا مهما في النشاط السياحي للمنطقة أصبح بقدرة قادر مرتعا خصبا و ممرا رئيسيا وأساسيا لمافيات تهريب المخدرات عبر القوارب المطاطية عن طريق البحر إلى السواحل الجنوبية لشبه الجزيرة الايبرية،وقد استغل أباطرة المخدرات الموقع الاستراتيجي لإقليمالناظور من خلال إطلاله على البحر الأبيض المتوسط قبالة القارة الأوربية، وقرب منطقة كتامة والنواحي المعروفة بإنتاجها للمخدرات كزراعة أساسية في تصدير الناظور للمخدرات ،وليبقى معه واد بوقانا المحطة الرئيسية لتهريب المخدرات بحرا باعتباره هو المنفذ الوحيد الذي يربط بحيرة مارتشيكا بالبحر الأبيض المتوسط.