في واحدة من القضايا الإنسانية التي دأبت "ناظورسيتي" على تناولها وإماطة اللثام عليها، لعلها تساهم بذلك في طرق أبواب الضمائر الحية وذوي القلوب الرحيمة لرسم البسمة على شفاه أناس أضحى حلمهم الوحيد هو العيش بكرامة، والتخلص من الواقع المر الذي فرض عليهم وإن أرادوا التخلص منه، ينقلكم "نداء" اليوم، لحالة سيدة وجدت نفسها على الرصيف بعدما فقدت زوجها في حادثة سير قبل ستة عشر عاما، تاركا خلفه أما حاملا في شهرها الثامن تضاعفت مآساتها أمام انعدام مأوى يقيها شر الشارع ودخل قار يمكنها من رعاية نفسها وابنتها التي كتب لها أن تولد وهي مصابة بمرض عصبي أثر على نموها البدني والذهني وقدرتها على الاندماج في المجتمع. بعينان حزينتان، ووجه شاحب يقابله انين طفلتها الوحيدة، تلازم السيدة لمسيح نجاة، وابنتها المعاقة بوعزاتي فاطمة، غرفة في حي إيكوناف بالناظور، منذ ستة عشر عاما، بعدما عثر عليها شخص في إحدى الليالي الممطرة نائمة تحت قنطرة وفي حضنها رضيعتها البالغة شهرا، هكذا تحكي نجاة قصتها التي تؤكد بأنها مسلسل المأساة والمعاناة انطلق مباشرة بعد وفاة زوجها في حادثة سير. وتطلق نجاة المتحدرة من بني سيدال الجبل، صرختها محاولة بذلك اختراق سمع المجتمع والدولة، ومنتظرة بأن يستجيب أحدهم لمطلبها الوحيد والمتمثل في مآوى قار ومشروع يمكنها من كسب قوتها اليومي لرعاية نفسها وابنتها، إضافة إلى توفير مصاريف الدواء والاستشفاء لابنتها التي تأمل يوما بأن تعيش حياة طبيعية تخفف عنها معاناة الماضي من فقدان الأب والصحة و عيشة الفقر المدقع. وتؤكد نجاة، بأن تدهور حالتها الصحية وتقدم العمر، أقعداها بعدما كانت في السنين الماضية تتخذ من التهريب المعيشي بمعبر مليلية و العمل في المنازل والمناسبات، مهنا توفر لها مصروفا يضمن لها القوت اليومي، إلى أن صارت اليوم عالة تنتظر من الآخرين النظر مساعدتها ولو بدريهمات قليلة تمكنها من اقتناء مستلزمات المائدة، هذا الواقع أجبرها للخروج عن صمتها وتقريب معاناتها من الرأي العام ليس طعما في الثراء أو التسول بل بحثا عن أدنى شروط العيش الكريم. شاهدوا...