بعدما أماطت "ناظورسيتي" اللثام عن قضية أسرة عبد النور البتكمانتي بميضار، إقليم الدريوش، التي اتخذت من حجرة صغيرة لا تتوفر على وسائل العيش الكريم مأوى لها، أمام انعدام دخل قار يمكن الأب من رعاية ابنيه وزوجته، أظهر أبناء المنطقة بديار المهجر عن حس تضامني سرعان ما أنزلوه على أرض الواقع ليتحول إلى واقع أخرج الأسرة المذكورة من جحيمها اليومي لتنتقل إلى منزل جديد تم اقتناؤه عن طريق مساعدات مادية وفرها مهاجرون مقيمون ببلدان أوروبية وأمريكا. الفكرة انطلقت حسب محمادي السعيليتي، منسق لجنة الدعم المقيم بالنرويج، من مجموعة على تطبيق "الواتساب"، تمكنت في وقت وجيز من تسجيل انخراط منقطع النظير من طرف العشرات من أبناء الريف المغتربين، وفروا عن طريق مساعدات مالية ثمن اقتناء منزل كامل مقوم بكل التجهيزات تم منحه في الأخير للأسرة السالف ذكرها. وانتقل المعنيون إلى المنزل الجديد للبوتكمانتي الذي تسلم بدوره المفتاح بحضور زوجته وابنيه وعدد من المواطنين والمساهمين في هذه الالتفاتة الانسانية التي تعكس الحس التضامني ومبادئ التكافل الاجتماعي لدى أبناء ديار المهجر الذين عبروا بالمبادرة التي تبنوها عن تشبثهم بمسقط الرأس وتقاسمهم المعاناة والفرحة مع جميع إخوانهم في المناطق التي يتحدرون منها. وأكد المساهمون في اقتناء المنزل لعبد النور البوتكمانتي، أن النداء الذي بثبته "ناظورسيتي" حول الوضع المزري الذي تعيش فيه الأسرة، استفزهم وألمهم كثيرا، وعقدوا العزم في إطار التفاعل مع صرخة المعني بالأمر بان يعيدوا للأسرة كرامتها ويوفروا لها مسكنا ملائما بتبرعات ذاتية تمت بتنسيق مع مواطنين يقيمون بجماعة ميضار. وكان البوتكمناتي عبد النور، شاب في الثلاثينيات، متزوج وأب لطفلين أحدهم حديث الولادة والثاني يعاني من إصابة في قدمه لم يتمكن من اقتناء الدواء له لعلاجه، بث نداء يحكي فيه معاناته المريرة بسبب انعدام أي مدخول يقي أسرته من نوائب الدهر. وفي ذات السياق، تكفل المحسنون بمصاريف علاج عبد النور من إحدى الأمراض الجلدية بالرباط، كما تكفلوا بمصاريف علاج ابنه الذي تعرض لإصابة في إحدى رجليه جراء سقوطه في صغره، فيما قام أحد المحسنين باقتناء دراجة ثلاثية العجلات لعبد النور قصد التنقل بها والاشتغال بها لتوفير مدخول يومي. واليوم أصبح للمذكور منزل بمساحة تتجاوز المائة متر مربع، ويتوفر على جميع التجهيزات، وهو الخبر الذي نزل على زوجته بالكثير من السرور و التفاؤل ما عبرت عنه في حديثها ل"ناظورسيتي"، مقدمة بالمناسبة شكرها وتقديرها لكل من ساهم في إخراجها وأسرتها من الجحيم الذي كانت تعيش به، ولم يتبقى أمام الزوج سوى الحفاظ على هذا المكسب والعمل بكل ما أوتي من جهد لإسعاد صغيريه.