تعيش امرأة تسمى "توبة بلقايد" رفقة رضيعها الذي لا يتجاوز عمره ستة أشهر، وشقيقه الأكبر الذي يبلغ من العمر 4 سنوات في الشارع العام وتحديدا في شارع الحسن الثاني بالقرب من "القسارية" المحاذية لدار الشباب بسيدي إفني، في ظل عدم اهتمام السلطات المحلية والجمعيات الخيرية لحالتها الإنسانية رغم تواجدها بالمكان نهار مساء. "توية بلقايد" واحدة من الأمهات المطلقات اللواتي انتهى بهن الأمر في الشارع، هي فتاة عاشت حياة اليتم منذ الصغر، توفيت والدتها وهي لا زالت رضيعة، تربت وترعرعت في قريتها بجماعة تنكرفا بسيدي إفني متنقلة بين الأهل والأحباب والأصدقاء والمعارف. ولم تغادر قريتها الصغيرة إلا وهي متزوجة، عاقدة الأمل على الله وعلى زوجها التي رأت فيه منقذا لحياتها. بعد سنوات من الزواج والاستقرار بمدينة أكادير، أنجبت طفلين وسعت لتنشئتهما تنشئة سليمة رغم فقرها، لعلها بذلك تحقق ما تصبو إلى تحقيقه، لكن بعد سنوات من الزواج انفصل عنها زوجها لم تجد مأوى أو عملا يوفر لها قوت حياتها ولأبنائها سوى العودة لقريتها بجماعة تنكرفا بسيدي إفني باعتباره المكان الوحيد الذي تجد فيها لقمة «مضمونة»- حسب قولها. تقول ."توبة بلقايد" أنها لم تنعم يوما بالراحة ولا تعلم شيئا عن السعادة ولا أمل لها في هذه الحياة، قالت إنها بعد سنة تقريبا من استقراها بقريتها بجماعة تنكرفا بسيدي إفني، جاءها ما لم يكن لا في البال ولا في الحسبان. الأم توية و عقب فيضانات إفني نهاية السنة الفارطة والتسقاطات المطرية القوية التي تهاطلت على المنطقة، انهار منزلها الذي يأويها هي وأبناءها، فقررت الرحيل عن القرية بعدما فقدت بيتها الوحيد الذي تركته والدتها. اكترت غرفة بسيدي إفني فتفاقمت مسؤوليتها وسعت إلى الحصول على مورد رزق يقيها الخصاصة ويبعدها عن عالم التسول لكنها عجزت عن ذلك. بعد أن نفذت الدريهمات المعدودة التي كانت تحتفظ بها وفي لحظة ضيم كبير وأمام انسداد الآفاق والسبل أمامها، قرر صاحب الغرفة رمي "توية" ورضيعها وابنها الصغير إلى الشارع لعجزها عن توفير مصاريف الكراء، لتقرر الأم "توية" الاستقرار برصيف الشارع الإسمنتي تقتات بما يجود به المحسنون والمارة الذين يثيروهم رؤية رضيع رفقة أمه بالشارع ،لا منزل يحتمون فيه ولا معيل يوفر للرضيع الحليب و لقمة العيش للطفل والأم . بعد أن بات الموت والحياة سيان لديها لان لا احد تعهد بوضعيتها وقدم لها إعانات وحلول لوضعيتها الاجتماعية القاهرة. وتضيف أنه طوال فترة مبيتها برصيف شارع الحسن الثاني بسيدي إفني لم يقم بزيارتها ولو مسؤول وحيد، وهي الآن تنتظر الفرج الذي طالما تمنته لسنوات، الإنتقال للعيش في الخيرية الإسلامية الموجودة بحي بولعلام أو أي مكان آخر علها بذلك تحيى حياة كريمة هي وأبناؤها لتقطع مع الألم وضنك الحياة وتواصل رسالتها مع أبنائها حتى تحميهم من الانحراف ويقيها نظرات بعض الوحوش الآدمية المتربصة بها.