ان المشهد الذي نراه في الساحة الأوروبية هي تحصيل حاصل ونتيجة تراكمات من الفراغ والتهميش ، هي صورة مشينة مقززة بسبب تحكم وتصرفات المطبلين والمتملقين في أوساط الجالية الذين ساهموا في فقدان الثقة في مؤسسات الوساطة عن وعي او لا وعي و جعلوا من دور الجمعيات ذات أصول المغربية بألمانيا منحصرا في البيانات والتصفيق في الاجتماعات ولا يظهر لهم أثر في التاطير والتواصل الميداني ،تواصل مبني على الشجاعة ، تواصل فيه انصات وإعادة الأمل، تواصل فيه صدق واخلاص نية من أجل إيجاد حلول المشاكل، تواصل مبني على مبادئ الوطنية السمحاء وتجنب العناد والقسوة.، تواصل مثمر هادئ بشباب الجالية عماد التوازن والاستقرار وتعبئتهم بالقيم الإنسانية والوطنية ، هذه الممارسات الغير المسؤولة من بعض الجمعيات والمؤسسات افرزت لنا هذه الوقائع المتطرفة المحدودة. لذلك قد يحدث من حين الى حين فعل شاذ براز عقلية المؤخرة في هذا الجو البائس وهذا ناذر جدا تقوم به قلة قليلة المغررة بها او لا دراية لها بالعمل السياسي العقلاني تعيش المراهقة السياسية في فصل يشمئز منها وليس غريب و سنرى اكثر من ذلك مستقبلا اذا استمر هذا الحال من المؤسسات و الجمعيات التي لا تقوم بالمهام التوعوية ولها قوة في الإقناع و في تبسيط الخطاب وتحقيق المطالب و فتحت المجال للممارسة الديموقراطية الفعلية، ويبقى الغريب ان يجعل منه اعني الشاذ ضجة ثم يسوق له في عالم الأزرق وفي حقيقة الأمر لا يجب اعطاء له قيمة وأهمية ولا حتى الإشارة إليه بتاتا كأنه لم يكن ولم يقع حتى يرمى على الهامش . ان إحراق العلم ودهسه هو في حد ذاته عمل جبان ومخزي ،فعل مدان جملة وتفصيلا ، هي إهانة شعب واستخفاف قرابة 40 مليون مغربي اغلبيتهم العظمى والساحقة مع العدالة الاجتماعية والقضايا الجادة ، رمزية هذا العلم الوطني له قدسيته وحرمته في نفوس اي مواطن ولا يحق لأحد مهما كانت مبرراته ان يهين علم دولة او ينحط برموز شعب ، هي طريقة غير أخلاقية و أطروحة لتأكيد تهمة الإنفصال قد يكون الغرض منها المخفي إغراق المعتقلين وليس إنقاذهم ، هؤلاء الشرذمة استغلوا الحراك السلمي ذو مطالب حقوقية واجتماعية ليمرروا حقدهم، و سمومهم فيها رسائل مشبوهة هدفها تمزيق الوطن ووحدة شعب ، كان على الدولة الاستجابة للحراك في مراحله الأولى حتى لا يصل إلى ما وصل إليه الأمر وطنيا ودوليا ،كان على عقلاء الدولة ان يبرهنوا على حنكتهم و براعتهم في سعيهم إلى اطلاق جميع معتقلي الراي والحراكات الشعبية المغاربة من السجون ، كان على الدولة ان ترحم أبنائها وتفتح صفحة جديدة يسمو فيها العدل والمساواة. العلم ايها السادة ليس قماش خفيف بسيط كما يعتقد البعض حتى يهان ويطرح على الأرض وإنما تاريخ وجهاد وتضحية ،المضمون الذي يحتويه ثمين ولبه من خلال رسومه كرامة أمة وسيادة وطن . فلا نامت أعين المتربصين . المجد والخلود لشهداء الوطن كل التقدير والاحترام لشرفاء العالم والمغرب عاش المغرب موحدا ولا عاش من خانه ويخربه. التغيير من داخل وحدتنا. كرامة وعدالة اجتماعية.، الحرية للمعتقلين دام لك العز يا وطني وعلمك عاليا يرفرف في السماء