اضطرت أسر يقيم أفرادها بديار المهجر إلى بدأ رحلة ثانية بعد وصولها إلى أرض الوطن بمدينة الناظور، بحثا عن مناطق أخرى توفر لهم الراحة النفسية والبيئة السليمة بعيدا عن الروائح المزكمة التي أصبحت تنبعث من مختلف الأحياء بالجماعة. سعيد العزوزي، رب أسرة مقيم بالديار الألمانية، قال في تصريح ل "ناظورسيتي"، إنه تفاجأ بالكم الهائل من الأزبال المتواجدة بالقرب من منزله بحي المطار، ما أدخل أحد أبنائه في نوبة اختناق نقل على إثرها إلى المصحة لتلقي الإسعافات الضرورية. وكشف المتحدث عدم رضى أبنائه وزوجته المتحدرة من مدينة الحسيمة بالبيئة المتسخة لمدينة الناظور إثر تخلي الجهات المسؤولة عن دورها وإسهامها بذلك في إغراق عشرات الأحياء والشوارع في أطنان النفايات المنزلية. وقال ل"ناظورسيتي"، إنه اضطر إلى قضاء ما تبقى من عطلته الصيفية بمدينة الحسيمة لدى أصهاره بعدما تعرض لضغط شديد من طرف أسرته، هذا المشكل عبر عنه شخص اخر يدعى "سفيان" وهو شاب حديث الزواج مقيم باسبانيا، أكد أنه فضل اكتراء شقة في العروي، على أن يسافر إلى مدن الشمال بعد عيد الأضحى. وأكد "سفيان"، أن الوضع لا يطاق بمدينة الناظور، متسائلا عن الأسباب التي دفعت بمسؤولي الجماعة إلى تحويل هذه الأخيرة إلى مطرح ضخم تنبعث منه الروائح الكريهة و الحشرات، موضحا أن قضاء العطلة الصيفية بمسقط رأسه أصبح أمرا صعبا ويؤرق راحة الكثيرين من أمثاله. ولم يختلف موقف محمد الشرادي، مهاجر بالديار البلجيكية، عن ما سبق، قائلا إن ارتباطه بالمغرب وحبه لأرض الوطن يدخلانه في نقاش دائم مع أبنائه كلما قرر العودة لقضاء العطلة الصيفية، والسبب في نظره هو غياب عوامل الراحة بالناظور، وذلك نتيجة تفشي الكثير من الظواهر السلبية من أبرزها الاختلالات التي يعرفها ملف النظافة. وقال ابن المذكور، يدعى ياسر وعمره 12 سنة، إنه قد اتفق مع والده ليقضي رفقة العائلة ما تبقى من العطلة الصيفية بمدن الرباط ومراكش وطنجة، لأنها في نظره أفضل بكثير من الناظور الغارقة في الأزبال "باسورا" حسب تعبيره، وهو الشرط الذي استجاب له الشرادي سعيا منه لتقديم صورة مغايرة لأبنائه عن أرض الوطن وبأن المشكل الحالي يوجد في مسقط رأسهم بالناظور فقط ولا ينطبق على باقي المناطق المغربية. من جهة أخرى، عبر مهاجرون بالديار الأوروبية عن امتعاضهم إزاء الحالة الكارثية للمدينة، موضحين أنهم صاروا يدخلون في صراع دائم مع أبنائهم لأنهم يرفضون الرجوع إلى ارض الوطن بسبب كثرة المشاكل البيئية إضافة إلى ارتفاع معدل الاكتظاظ بالشوارع وغياب النظام، وأكدوا أنهم يفضلون قضاء العطلة الصيفية في مدن مغربية أخرى وان اقتضى الحال في بعض المناطق السياحية بتركيا أو اسبانيا.