قال عبد الله بوصوف، الامين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة في الخارج، إن فوز حزب اليمين المتطرف "فوكس" بإقليم الأندلس الاسباني لأول مرة، سيكون له تأثير سلبي على المهاجرين والجاليات إثر المرجعية العنصرية لهذا التنظيم السياسي الذي يركز في خطابه دائما على إقصاء الاخر وتحميل الأجانب مسؤولية المشاكل التي يعاني منها المجتمع. وأكد بوصوف، في تصريح ل"ناظورسيتي"، أن الأحزاب المتطرفة المتبنية للخطاب العنصري لا تحمل في الأصل مشروعا مجتمعيات يروم حل الإشكالات العالقة بقدر ما تهدف إلى التمييز بين أفراد المجتمع وزرع الشقاق والعداء بينهم. ووجه الامين العام لمجلس الجالية، دعوة إلى الجميع من أجل العمل على التصدي للفكر المتطرف عن طريق التعاون مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية الفاعلة والحاملة لمشاريع التغيير الحقيقية. وقال المتحدث نفسه، ان التعددية والدفاع عن التنوع داخل المجتمع مسؤولية الجميع وتظافر الجهود من أجل تحقيق هذين المبدأين سيقطع الطريق عن المتطرفين، وذلك نظرا للقيمة المضافة التي تمثلها الجاليات في المجتمع المستقبل و إسهامها في ازهاره ورفاهيته. إلى ذلك شدد، عبد الله بوصوف على ضرورة الانخراط الايجابي للجالية المغربية داخل المجتمع الاسباني لدحر اليمين المتطرف عن طريق التحالف مع باقي شرائح المجتمع التي ترفض الفكر العنصري و الاهتمام بالشأن العام كما حدث في الانتخابات الرئاسية الاخير بفرسان. وختم بالدعوة إلى تفعيل مبدأ التعامل بالمثل في الانتخابات البلدية الذي يقره الدستور الاسباني والمغربي لتدعيم وجود الجاليات في مراكز تدبير الشأن العام. وأعرب مهتمون بشأن المهاجرين بجنوب إسبانيا، خاصة الجالية المغربية ، عن تخوفهم من الوضع المستقبلي للمنطقة بعد فوز حزب يميني متطرف بمقاعد في الانتخابات الإسبانية الإقليمية لأول مرة منذ عقود. وحصل حزب فوكس على 12 مقعدا برلمانيا في إقليم الأندلس الأحد، متجاوزا توقعات بفوزه فقط بخمسة مقاعد. ويعد فوزه أحدث خطوة في زيادة المد القومي الذي يجتاح أرجاء أوروبا. وقد يكون فوكس، بتشدده تجاه المهاجرين ورفضه لهم بشكل بات، عاملا مؤثرا في تحديد طبيعة سلطة الائتلاف في الأندلس. وترتبط شعبية مواقف اليمين المتطرف بزيادة تدفق المهاجرين على البلاد. فهذا العام، أصبحت إسبانيا أول دولة في أوروبا من حيث عدد المهاجرين غير الشرعيين، التي يقصدها الأفريقيون بحثاً عن حياة أفضل، وقد قبلت إسبانيا نصفهم، أي أكثر من 50 ألفاً، معظمهم وصلوا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى الأندلس. ويرى متخصصون في الشأن الإسباني أن صعود هذا الحزب الصغير، الذي يمثل امتدادا لفترة الجنرال فرانكو، من شأنه أن يعيد موجة العنصرية الحادة تجاه الجالية المغربية شبيهة بأحداث بلدة "إيليخيدو" في سنة 2000.