"تشي غيفارا" والمهدي بن بركة في الجزائر إذا كان عبد الله إبراهيم، الذي سيكون من مؤسسي "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" سنة 1959، لم يلتقط إشارة " تشيغيفارا" بإيقاد جذوة ثورة جديدة تبدأ من الريف. فإن الزعيم السياسي ورفيقه في الحزب، المهدي بن بركة، كان قد قرأ أفكار الزعيم الكوبي وانخرط معه في نشر وتقوية جبهة الأممية الإشتراكية عبر العالم. ففي 23 نونبر 1963 صدر في حق الزعيم السياسي المغربي حكم بالإعدام بتهمة محاولة اغتال الملك الحسن الثاني، عقب هذا الحكم نفي بن بركة، وهو ما أتاح له فرصة ليصبح رسولا للثورة الإشتراكية، كما يلقبونه. رحلة بن بركة بدأت من الجزائر العاصمة، هناك التقى عدة شخصيات سياسية شهيرة، من بينها الزعيم الأمريكي "مالكوم إكس" وقائد الثورة التحررية الغينية "اميلكار كابرال"، غير ان اللقاء التاريخي هو الذي جمعه بالزعيم الكبير" إرنيستو تشي غيفارا". هذا اللقاء كان فاتحة انخراط بن بركة في مشروع الأممية الإشتراكية، إذ زار عدة عواصم لدول عالم ثالثية، بينها العاصمة الكوبية "هافانا"، كما حصل على دعم الثوار الكوبيين ومباركة اشتراكي العالم من أجل تنظيم مؤتمر "القارات الثلاث" الذي كان مزمعا عقده في يناير 1966 بالعاصمة "هافانا". بيد أن بن بركة سيختطف ويقتل في باريس في 29 أكتوبر 1965 في ظروف مازال الغموض يلف جانبا كبيرا منها وإن تم الكشف عن المتورطين الرئيسيين في العملية. سنتين بعدها، وفي شهر أكتوبر أيضا، سيرحل رفيقه "شتي غيفارا" بدوره عن هذا العالم، الثاني عثر على جثته، أما الأول فما زال مصير جثته مجهولا. مجلة أوال