نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور الحلقة الثالثة من حلقات "كاتب وكتاب" الذي دأب على تنظيمها احتفاء بكُتاب ومبدعي الإقليم ومنطقة الريف والوطن.وهكذا استضاف يوم السبت :25 /12/2010 على الساعة الرابعة مساءً بالمركب الثقافي بالناظور الكاتب بوزيان موساوي الذي أصدر هذه السنة كتاب: A chaque ville suffit sa peine ou l'art d'aimer Nador افتتح اللقاء كاتب فرع اتحاد كتاب المغرب الأستاذ جمال أزراغيد بكلمة ترحيبية بالحضور الكريم، أصدقاء الاتحاد والكاتب الذين لبوا الدعوة لحضور هذه الفعالية الجميلة. وأوضح أن مسؤولية الاتحاد تكمن في خدمة الثقافة المغربية بكل مكوناتها وتلويناتها ولغاتها العربية والأمازيغية والفرنسية...وذلك من خلال ما يجترحه من أنشطة ثقافية مختلفة تمس جميع الحساسيات والفعاليات الثقافية والإبداعية. ودعا مبدعي ومثقفي الإقليم أن يمدوا الاتحاد بإصداراتهم قصد تولي توقيعها ، وعرضها على القراءة والدراسة من أجل التعريف بها وبصاحبها البعيد عن جمهوره القارئ. ثم انتقل إلى استعراض حياة الكاتب الذي يشتغل بحقل التعليم الثانوي التأهيلي بالناظور .فهو يعد أول من نشر مجموعة قصصية باللغة الأمازيغية سنة 1994 عن جمعية "إزوران" (الجذور) بهولندا تحت عنوان "ءرحمراث ثامقرانت" ( السيل الجارف). إلى جانب اهتمامه بالثقافة الأمازيغية وديداكتيك تعليم لغتها. وقد سبق له أن تعاقد مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وهو أيضا عضو لجنة الخبراء لبلورة مقررات مراكز التكوين. كما كتب عدة كتابات باللغة الفرنسية والأمازيغية والعربية بالصحف والمجلات الوطنية والمواقع الالكترونية المحلية. إذاً الكاتب بوزيان موساوي فعالية ثقافية وسياسية أمازيغية لها مكانتها داخل الوسط الناظوري.يحق أن نحتفي بها ونشجعها ، اليوم ، كما سنحتفي ببقية فعاليات الإقليم مستقبلا. أما الدكتور جميل حمداوي فقد قدم قراءة تحليلية للكتاب استهلها بالتعريف بالكاتب وبأنشطته الإبداعية والثقافية والتربوية والسياسية معتبرا إياه من السباقين في التأليف الأمازيغي إلى جانب باحثين آخرين كعبد السلام خلفي وحسن أزكاغ وغيرهما الذين أنجزوا بحوثا في المجال التربوي الأمازيغي. ثم عمد إلى إدراج الكتاب ضمن ما يسمى بالحوليات أو الأخبار لتضمنه ما كتبه الكاتب ما بين 2009 و2010. الكتاب يتضمن 22 فصلا. كل فصل يأخذ صفحتين أو أكثر ، يتناول تيمة من التيمات المتعلقة بمجال من المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية.. وكذلك أبرز طريقة بناء مقالاته التي يستهلها بمقاطع مقتبسة من نصوص وأقوال كُتاب آخرين قبل الانتقال إلى مرحلة تحليل الحدث / الواقعة المحلية أو الوطنية مستعملا وسائل الفهم والمناقشة. ومن ميزاته كتابته استعمال لغة فرنسية رصينة يمتحها من اللغة والكتابات الفرنسية لكتاب مشهورين، وانفتاحها على مرجعيات رقمية مع التدقيق في المصطلحات... وبعدئذ استعرض أهم القضايا المتناولة في الكتاب ( علاقة المغرب بإسبانيا ظاهرة المخدرات اللغة الأمازيغية المرأة الأمازيغية الانتخابات السياسية بالريف شخصية السَّنة الإصلاحات القضائية قانون السير وما طرحه من جدال الإدارة المحلية المقارنة بين مرحلة الرصاص ومرحلة العهد الجديد المعضلة الدينية الإضراب والتعليم ...إلخ) وخلص الباحث إلى أن كتاب بوزيان موساوي يعتبر وثيقة تاريخية وكتابا سياسيا قيما لمعرفة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وعند انتهاء مداخلة الباحث حمداوي ؛ أعطيت الكلمة للكاتب الذي عبر عن شكره للاتحاد ،ولأصدقائه الحاضرين، وللكلية المتعددة التخصصات بسلوان التي تكفلت بنشر الكتاب. ثم تحدث عن تجربته في الكتابة وبعض الطقوس المصاحبة لها ، وقرأ فصلين من كتابه أبرزهما المعنون ب : ( رسالة موجهة إلى القنصل العام ) نظرا لارتباطه باللحظة التي تمر بها علاقات المغرب مع اسبانيا. وفي الأخير تعاقب على المنصة أصدقاؤه الذين أدلوا بشهاداتهم الدالة في حق صديقهم الكاتب ونظرتهم إلى تجربته الواعدة، وتهنئتهم إياه على هذا العمل داعين له بالتوفيق في مشواره الإبداعي والحياتي والاستمرار على درب الكتابة ، كما شكروا الاتحاد على هذه الالتفاتة المائزة التي عرَّفت بالكاتب وكتابه. وكان مسك ختام الحلقة هو إهداء الكاتب كتبه الممهورة بتوقيعه مجانا للجمهور الحاضر الذي أثنى على هذا السخاء ، وهذه الطيبوبة الأدبية والمحبة التي أبانها تجاه قرائه. ما ميز اللقاء الحضور النوعي الذي تابع مراحل اللقاء باهتمام بالغ ، وأخذ صور تذكارية مع الكاتب المحتفى به على أمل اللقاء في مواعيد ثقافية سيعلن عنها فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور قريبا.