نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور الحلقة الثانية من حلقات “كاتب وكتاب” بالمركب الثقافي (لاكورنيش) مساء يوم السبت:12/12/2009 والتي استضافت الكاتب والمبدع الشاب ” خالد قدومي” للقاء مفتوح مع جمهور الناظور وتوقيع مسرحيته ” الموت بالتقسيط ” الصادرة عن مطبعة ووراقة ” المقدم ” بالناظور سنة 2009، بحضور الأستاذين الناقدين : جمال الدين الخضيري، وعبد الله زروال. استهل اللقاء بكلمة رئيس فرع الاتحاد الأستاذ جمال أزراغيد الذي رحب بالجمهور الكريم وبأصدقاء الاتحاد وبالمسرحيين والإعلاميين الذين لبوا الدعوة لحضور هذا اللقاء تشجيعا لأبناء الإقليم على مواصلة الكتابة في شتى المجالات وخاصة الإبداعية، مذكرا بالأهداف المتوخاة من هذه الحلقات التي أوجزها في: تشجيع الطاقات الإبداعية بالإقليم على مواصلة الكتابة والإبداع الأدبي والفني والفكري... تعريف الجمهور الناظوري بالكتاب والمبدعين أبناء وقاطني الإقليم. تقريب أعمالهم من الجمهور قصد الاطلاع عليها ومعرفة انشغالاتهم وأسئلتهم وهمومهم الإبداعية.. خلق حركية إبداعية داخل الإقليم.. احتضان المبدعين والكتاب الشباب بهدف المزيد من الإنتاج والإبداع..إلخ. وحينئذ قدم بطاقة تعريفية حول الكاتب المستضاف والتي شملت سنة ومكان ازدياده بالناظور وتكوينه العصامي وانشغالاته الحقوقية والإعلامية والإبداعية ومسيرته الإبداعية التي استهلها بإصدار رواية” الريف بين الأسود والأبيض” .. ثم قدم الأستاذ الباحث جمال الدين الخضيري مقاربته النقدية للمسرحية موضوع اللقاء التي استهلها بالتنويه بهذه الحلقات التي اجترحها فرع الاتحاد بالناظور لكونها تشكل جسرا مفتوحا وممتدا بين الكاتب وجمهور الناظور. ثم استعرض بيبلوغرافية الإبداع الأدبي بالإقليم التي يميزها: قلة المسرحيات المكتوبة باللغة العربية حيث لايتعدى مؤلفوها رؤوس الأصابع: أولها مسرحية “رجعت ليلى العامرية” للأستاذ البشير القمري سنة 1990 والتي تلتها مسرحية “السعادة” للمرحوم محمد شكري سنة 1994،ثم مسرحيتا:”اكليدن” و”قاضي القضاة” سنة2002 للأستاذ بشير القمري.ثم عم الصمت بعدئذ إلى أن أصدر الكاتب جميل حمداوي نصا مسرحيا للصغار والكبار تناول فيه تاريخ المنطقة قديما وحديثا ” نحن أحفاد ماسينيسا” والكاتب خالد قدومي مسرحيته ” الموت بالتقسيط” سنة 2009. وجود 17 شاعرا أصدروا 23 ديوانا،و11 روائيا أصدروا 20 رواية، و8 قصاصين أصدروا 10 مجموعات قصصية. وفي الشق الثاني من المداخلة قارب المسرحية من ناحية تحليل ودراسة عتباتها: العنوان والمقدمة... كما تناول ملمح القسوة في المسرحية التي نزعت إلى تصوير الأحداث بقساوة كمشهد الموت والجثث كما هو متناول في “مسرح القسوة” عند “أرتو”.وقد استدل خلال مقاربته بمجموعة من الأمثلة من صلب المسرحية وعتباتها لتأكيد ما ذهب إليه من ملاحظات. وبعدئذ أعقبه الأستاذ الباحث عبد الله زروال بقراء تحليلية شاملة (دراماتولوجية) للمسرحية ركزت على إبراز مميزات وخصائص الحدث والشخصيات والفضاء الزمني والمكاني والراوي والإرشادات المشهدية ليخلص إلى مجموعة من الملاحظات حول المسرحية أهمها: البناء الدرامي للمسرحية تقليدي، الخلفية الحقوقية هي المتحكمة في الأحداث ، مطابقة بعض أسماء الشخصيات للمعنى وبعضها مخالف له ،الانتماء الطبقي لبعض الشخصيات وطموحاتها.. ثم أعطيت الكلمة للكاتب “خالد قدومي” الذي استهلها بالترحيب بالجمهور وبقرائه وبتقديم الشكر للاتحاد وبالتنويه بالنخبة التي ما تزال حريصة على تتبع الأنشطة الثقافية بالمدينة رغم ما قيل عن أفول زمن الإبداع شاكرا الأستاذين اللذين تناولا مسرحيته بالدراسة والتحليل واللذين أصابا في كثير من الجوانب كأنهما عايشاه أثناء الكتابة.اعتبر كتابته للمسرحية مغامرة لدرايته البسيطة بهذا الجنس الأدبي إلا أن اجتهاده ومثابرته وقراءته للنصوص المسرحية حفزته على الكتابة فغير مجرى النص من الرواية إلى المسرحية لكثرة الحوارات. كما تحدث على مجموعة من الظروف والآليات التي تحكمت في إبداعه لهذه المسرحية مؤكدا أن “قدسية الحياة” هي الهاجس الأساسي المتحكم في البناء الذهني للمسرحية. ولما أنهى الكاتب كلمته فتح باب النقاش والحوار معه ومع الأستاذين المشاركين في اللقاء ليتفضل الجمهور المهتم في تدخلاته بمجموعة من الملاحظات والانشغالات التي مست جوانب من الشأن المسرحي بالإقليم وبالمغرب، والكتابة المسرحية ،والانتقال من النص إلى العرض المسرحي ،وعلاقة هذه المسرحية بأدب السجون مادامت تدور في معتقل معزول، ومفهوم الدراماتولوجيا...إلخ. وفي لحظة إبداعية غامرة بالفرحة والتشجيع والاحتفاء وقع الكاتب مسرحيته لمجموعة من قرائه وعشاق أدبه. وفي الأخير أعلن رئيس فرع الاتحاد عن نهاية هذا اللقاء المفتوح الناجح الذي جاء ضمن حلقات ” كاتب وكتاب” شاكرا الحضور على صبرهم وتشجيعهم لمثل هذه الأنشطة داعيا الكتاب والمثقفين بالإقليم إلى الالتفاف حول الاتحاد وتمكينه من أعمالهم قصد جدولتها ضمن أنشطته القادمة والتعريف بها.