كشف موقع ويكيليكيس برقية للسفير الأمريكي الأسبق بالرباط يلملم فيها خيوط دردشة جمعته في ال11 من شتنبر 2008 ببيت الناطق الرسمي للعدل والإحسان فتح الله أرسلان بثلة من أعضاء قياديين في الجماعة، وكتب السفير الأمريكي بأن جماعة عبد السلام ياسين أكدت استنكارها للإرهاب وطالبت الإدارة الأمريكيةالجديدة بالتوقف عن دعم الأنظمة الدكتاتورية بالمغرب العربي. وأوردت ذات الوثيقة المسربة بأن جماعة العدل والاحسان تعد من التنظيمات الإسلامية المحظورة في المغرب رغم تأكيدها لوسطية مقارباتها بالبلاد، وأن الجماعة تركز على استقطاب الشباب من داخل التنظيمات النقابية الجامعية وكذا المشاريع الاجتماعية بصغريات المدن والبوادي، ما يضمن لها شعبية واسعة تبرز ضمن كل خرجة للشوارع. وقال مضمون الوثيقة بأن الناطق الرسمي فتح الله أرسلان قد أكد وجود حوار غير رسمي مع المخزن، وأن ذات الحوار هو الذي دفع المسؤولين المغاربة إلى رفض فكرة تحول الجماعة لحزب سياسي عام 1981، قبل أن يؤكد أرسلان استعدادد تنظيمه للمشاركة في الانتخابات إذا ما أقر تحوله لتنظيم سياسي مغربي عوض اقتصاره على التفرج ببرلمان غير قادر على اتخاذ القرارات والإسهام في التغيير حسب ما كتبه السفير الأمريكي عن لسان أرسلان. وأفادت وثيقة ويكيليكس بأن السلطات المغربية تتعمد في التذبذب في مواقفها مع العدل والاحسان، وأن أخطر المقالب قد برزت حين اعتقت الشرطة الإيطالية 11 عنصرا من الجماعة في محاولة لتقديمها كراعية للإرهاب، في الوقت الذي زاد أرسلان بأن التنظيم الذي ينطق باسمه قد سبق ونبذ العنف قولا وفعلا وكان من أوائل من أدان أحداث الدارالبيضاء الإرهابية، وأن الشاب الذي فجر قنينة غاز بباب حافلة لنقل السياح بمكناس كان ينتمي للجماعة قبل أن يغادرها بمدة سابقة لعمليته. وبشأن خلافة عبد السلام ياسين على رأس جماعة العدل والاحسان في حال وفاته، قال التقرير الاستخباراتي الأمريكي بأن قياديي التنظيم سيقومون باختيار خلف بناء على قرارات مجلس الشورى المختص في هذا الشأن، وأن إيجاد خلف لعبد السلام ياسين لا يعد إشكالا للتنظيم الإسلامي.