وصف فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، زيارة التعزية التي قام بها أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الخميس المنصرم، لمنزل السليماني العلوي، القيادي في الجماعة، الذي فارق الحياة الاثنين المنصرم، ب«الحدث العادي». وقال أرسلان، في اتصال مع «المساء»، إن زيارة التوفيق لمنزل الراحل العلوي لا تحمل أي إشارة سياسية، لأن الداعي إلى هذه الزيارة هو الاعتبار الإنساني بحكم علاقة الصداقة التي جمعت بين الرجلين في وقت سابق، كما أنهما عاشا فترات من شبابهما مع المرشد عبد السلام ياسين في الزاوية البودشيشية. وكشف أرسلان أن هذه الزيارة ليست هي أول زيارة تقود أحمد التوفيق إلى منزل صديقه السليماني، بل سبقتها زيارات مماثلة أملتها اعتبارات عائلية وإنسانية لا أقل ولا أكثر، وليس باعتباره وزيرا. ونفى أرسلان أن تكون قيادة الجماعة عقدت أي لقاء مع أحمد التوفيق بصفته الوزارية لأن مثل هذه اللقاءات تحتاج إلى ضوء أخضر من أصحاب القرار في هرم الدولة ولا علاقة لها بشخص الوزير، فيما يرى محمد ضريف، المختص في شؤون جماعة العدل والإحسان، أن زيارة أحمد التوفيق لمنزل السليماني العلوي ليست حدثا عاديا حتى لو كانت في ظاهرها تتعلق بواجب التعزية، لأن صاحب الزيارة يحتل موقعا حساسا على رأس تدبير الشأن الديني في المغرب. وقال ضريف ل«المساء» في هذا السياق إن زيارة التعزية التي قام بها أحمد التوفيق لمنزل قيادي في جماعة العدل والإحسان تتضمن رسالة واضحة مفادها أن الدولة ليست لها رغبة في استمرار القطيعة مع الجماعة. وذهب ضريف إلى أكثر من هذا عندما اعتبر أن هذه الزيارة هي بمثابة رد غير مباشر على بعض التصريحات الصادرة عن الدائرة السياسية للجماعة حول إمكانية المشاركة في الحياة السياسية. وفي الوقت الذي يستبعد فيه مصدر من جماعة العدل والإحسان أن تكون زيارة أحمد التوفيق لمنزل قيادي من الجماعة بداية عهد جديد مع الجماعة بدليل المضايقات التي تطال أنشطتها، يرى مصدر مطلع عكس ذلك مشيرا إلى أن الدولة لم تعد لها رغبة في الاصطدام بالجماعة لأن الخصم رقم واحد حاليا هو التيار السلفي الجهادي وليس العدل والإحسان التي سبق لها أن خاضت حربا ضروسا ضد هذا التيار في عهد الوزير السابق عبد الكبير العلوي المدغري. «كما أن الدولة على عهد أحمد التوفيق، يضيف مصدرنا، تعتمد نفس المنهج الصوفي الذي تعتمده جماعة العدل والإحسان في تأطير أعضائها».