منير الكجوي المحمدي، حارس أعاد كتابة شهادة ميلاده في سن الثامنة والعشرين، ومكان الإزدياد حُرِر بكأس أمم إفريقيا المقامة في الغابون، حيث كانت ملاعب "أوييم" و "ليبروفيل" شاهدة على تألق واستبسال الحارس المغربي في حماية عرين "الأسود" من هجمات المنافسين، وكان له الفضل الكبير في تأهل المنتخب إلى دور الربع. منير المحمدي، ازداد سنة 1989 بمدينة مليلية السليبة، وتعلم بحواري وأزقة هذه المدينة أول فنون وأبجديات حراسة المرمى، قبل أن يصقل موهبته داخل أسوار نادي ديبورتيفو مليلية المحلي. بعد 4 سنوات قضاها الحارس الشاب مع الفريق الأول للمدينة، قرر تغيير الأجواء صوب فريق "نومانسيا" في صفقة انتقال حر سنة 2014، ليتمكن من لعب بعض المباريات كرسمي، وهنا سيتغير كل شيء بعدما رصدته أعين الناخب الوطني آنذاك بادو الزاكي. نظرة الزاكي وخبرته في الميادين كأحد أفضل الحراس في العالم، جعلته يؤمن بقدرات منير، ليناديَ عليه سنة 2015 لمعسكر المنتخب الوطني، ويدخله كأساسي أمام رفاق كافاني وسواريز، منتخب الأوروغواي. منذ مباراة "لاسيليستي" أصبحت رسمية المحمدي مع "الأسود" لا تناقش، ليكون الحارس رقم واحد رفقة المنتخب، رغم رحيل الزاكي ومجيئ رونار، إلا أن منير بقي الرقم الثابت في معادلة حراسة المرمى. مسار المحمدي لم يخلو من المفارقات، فأفضل حارس في تصفيات كأس العالم، لم يستطع كسب رسميته مع أحد نوادي الدرجة الثانية بإسبانيا، رغم تحقيقه لرقم قياسي هذه السنة رفقة "الأسود"، على اعتبار أن المنتخب الوطني يعد الوحيد عبر العالم الذي لم تتلق شباكه أي هدف في التصفيات المؤهلة للمونديال. منير لعب هذا الموسم 6 مباريات فقط، 5 منها في كأس ملك إسبانيا، حيث استقبلت شباكه ثمانية أهداف، وهي أرقام تشكل عبئا يثقل كاهل "الكجوي" قبل المونديال، سيما بعد تألق زميله ياسين بونو رفقة "خيرونا" في "الليغا" وتوقيعه على موسم استثنائي بجميع المقاييس . فهل سيشفع تألق المحمدي في المباريات السابقة مع المنتخب وأرقامه المميزة في التصفيات، ليكون الحارس الأول لعرين "أسود الأطلس" في الحدث الكروي الأكبر في العالم رغم ضعف التنافسية؟ ربان سفينة "الأسود" من يملك الإجابة رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن رسمية المحمدي في المنتخب الوطني لا تناقش.