باتت مدينة الناظور تفتقد إلى بنيات تحتية رياضية مهمة، بإمكانها أن تستقطب إليها العديد من الطاقات الواعدة في مختلف الرياضات الجماعية والفردية. ورغم أن الناظور كانت مدينة الرياضة بامتياز، وتعد بوابة المغرب نحو أوروبا، وقطبا اقتصاديا وماليا بامتياز، فإن بنياتها أصبحت لاتستجيب لتطلعات شبابها ورياضييها الذين يبحثون على فضاءات واسعة لتفجير طاقاتهم. وتستغيث الفرق الرياضية بمدينة الناظور من شدة العوز وضيق الحال، فيما تشكل القاعة متعددة الاختصاصات بالمدينة الاستثناء. ورغم توفر الناظور على ملعبين وقاعة مغطاة واحدة، فإنها لاتلبي حاجيات الممارسين. وباستثناء كرة اليد وكرة السلة، فإن نتائج باقي الأندية المحلية ضعيفة مقارنة ببعض المدن المجاورة كالحسيمة وبركان ووجدة. لاتحظى كرة القدم بالناظور بالاهتمام اللازم، فبالرغم من كون فريق هلال الناظور لكرة القدم أنجب لاعبين متميزين كالروبيو وخنطو وبنخدة ولحبيب وديدي وغيرهم، فإن نشاطه بات يقتصر في بطولة القسم الجهوي الأول التابع لعصبة الشرق، فيما أصبح فريق فتح الناظور يصارع شبح النزول. وتعاني أندية الناظور لكرة القدم في صمت دون أن تتحرك الجهات المسؤولة من سلطات محلية ومجالس منتخبة لدعم هذه الأندية. ويعزى سبب تراجع هذه الأندية عن مستوياتها المعهودة إلى عدم الاستقرار في التسيير، وغياب الدعم المادي. ويطرح غياب التجهيزات والبنيات التحتية الرياضية في الناظور علامات استفهام كبرى حول دور السلطات المحلية والمنتخبة. ولم يعد فريقا هلال الناظور والفتح المحلي يشدان الأنظار إليهما، كما السابق، بسبب تواضع نتائجهما ومشاكلهما المتراكمة منذ عدة سنوات، دون أن ترى طريقها إلى الحل. ويرى العديد من اللاعبين السابقين في صفوف الفريقين، أن كرة القدم بالناظور تراجعت بشكل كبير، بسبب عدم اهتمام المسؤولين وكذا الفاعلين الاقتصاديين، مؤكدين أن الفريقين عاشا في السنوات الأخيرة مشاكل لاحصر لها، منها توفرهما على حافلتين مهترئتين، يتنقل فيهما اللاعبون في ظروف غير ملائمة. وتواجه الأندية الرياضية بالمدينة تحديات كبيرة، في ظل غياب الألقاب والنتائج الإيجابية التي بإمكانها أن ترضي سكان المدينة، إذ أنها تفتقر إلى نتائج على المستوى الوطني في جميع الرياضات، باستثناء رياضة كرة اليد وكرة السلة، هذا في الوقت الذي غابت فيه رياضات أخرى على المستوى الوطني، بعدما كان يشهد لها بالتألق نظير كرة القدم وألعاب القوى وكرة القدم الخماسية والملاكمة والكيك بوكسينغ. ويطالب العديد من المهتمين بالشأن الرياضي بالناظور بتحديد تصور حقيقي للسياسة الرياضية بالمدينة، وإنجاز المرافق الأساسية وتكوين إدارة خاصة لتأطير الفئات الصغرى بعيدا عن الحلول الترقيعية وحث الفاعلين المحليين من سلطات محلية ومنتخبة على الاهتمام بالشأن الرياضي. كما دعوا إلى ضرورة التعجيل بإنشاء مركب رياضي بالمنطقة والرفع من قيمة المنح المقدمة للأندية الرياضية من قبل المجالس المنتخبة، وإيجاد إطار قانوني لتسيير ملاعب القرب والمسبح البلدي وتجهيزه، إلى جانب تقنين استغلال القاعة متعددة الرياضات وتحديد الجهة المكلفة بملعب دار الشباب وتجهيزه بالحلبة المطاطية.