أعادت فاجعة مقتل مواطن مغربي بطريقة مأساوية وإصابة آخرين، من مزاولي نشاط "التهريب المعيشي" بمليلية المحتلة، نتيجة التدافع العارم بسبب الازدحام الشديد بالمعبر الحدودي "الحي الصيني" المعروف محليا بتسمية "باريو تشينو"، (أعادت) إلى الأذهان واقع ديمومة تعمُّد السلطات الإسبانية الإمعان في إذلال هذه الشريحة الاجتماعية الرّازحة تحت وطأة الفقر، بمعابر العار، بكل من الثغرين السليبين "سبتة ومليلية". وسبق في هذا المنحى، عقب نقل طوابير المحترفين لحركة التهريب المعيشي بإقليم الناظور، من معبر بني أنصار الذي كان مفتوحا في وجه هؤلاء طيلة عقود من الزمن، إلى بوابة "باريو تشينو" نهاية السنة المنصرمة، أن نادتْ أصواتٌ بضرورة تجهيز المعبر الأخير بما يتيح تلقائيا وذاتياً تنظيم حركة الطوابير وبالتالي تنظيم عملية الولوج إلى الحاضرة المحتلة، إلاّ أنّ المطلب لم يُلاقِ أيّة آذانٍ صاغية والنتيجة كما رأينا اليوم. وقد كان حرياً بسلطات مليلية، قبل إقرارها نقل نشاط "التهريب" من منفذه الحدودي القديم، إلى باب "باريوتشينو"، إخضاع المعبر لإجراءات التهيئة، بما يسهّل تنظيم طوابير المحترفين ل"الرواج التجاري" العائد بالنفع بالدرجة الأولى على الاقتصاد المحلي للحاضرة، حتى لا تتكرر الوقائع المأساوية التي تأتي صداها تباعاً من معابر "سبتة"، لئلا ترك المعبر بدون أية تهيئة يعني استرخاص السلطات الإسبانية أرواح الأبرياء إلى هذا الحدّ؟؟