شعرت بعض القيادات الحزبية، خاصة المنتمية منها لأحزاب الاغلبية، بحرج شديد أثناء حضورها أشغال المؤتمر الرابع لحزب الاشتراكي الموحد، بسبب تخصيص هذا الأخير حيزا مهما لحراك الريف ضمن الكلمات التي ألقيت بالمناسبة، والشعارات التي رددتها شبيبة الحزب ضد بعض الحاضرين لاسيما المنتمين منهم للأحزاب التي اتهمت الحراك بالنزعة الانفصالية. أحمد الزفزافي، والد قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، كان أول من أحرج قيادات حزبية حضرت بمسرح محمد الخامس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع لحزب الاشتراكي الموحد، التي انطلقت يوم أمس الجمعة 19 يناير، فخلال الكلمة ألقاها أمام كل من مصطفى البراهمة الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، ونبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، والوزير الاتحادي السابق محمد الكحص، فضلا عن نائب سفير فلسطين، تساءل بصيغة ساخرة، "لا نعرف من ضدنا؟ فحتى مضامين الخطاب الملكي تقول إنها مع مطالب حراك الريف". وأضاف الزفزافي الأب، الذي كان يلقي كلمته "سأتكلم بالريفة لكن رجاء لا تعتبروني انفصاليا"، قبل أن تنفجر القاعة ضحكا، ليردف، "أتعجب لمن يغسل وجهه عدة مرات في اليوم لكن لا يغسل قلبه ولو مرة واحدة في اليوم". ولم ينسَ والد الزفزافي، أن "يذكر بجزء من تاريخ الريف وما عاناه منذ القرن 18 من حملات ومجازر ارتكبت في حق قبائل بأكملها"، حيث قام بسرد كرونولوجي لأبرز الأحداث التي عرفتها منطقة الريف انطلاقاً من حرب الريف التحررية إلى محطة الحراك الشعبي الأخير، مذكرا بأن "أهل الريف لم يكونوا أبدا انفصاليين"، لكنه أردف قائلا:" نتناسى دون أن نغفر ". وردد المشاركون في المؤتمر شعارات الحراك الريفي من قبيل "عاش الريف" و"الموت ولا المذلة"و"الشعب يريد حرية المعتقل"، "المخزن حذاري كلنا الزفزافي" كما ارتفعت صافرات وعبارات الاستهجان والاستنكار في وجه بعض القيادات الحزبية التي حضرت المؤتمر خاصة المنتمية للأحزاب التي بصمت على اتهام حراك الريف بالانفصال.