شوهد عددٌ من المتشردين على مستوى أرجاء مدينة الناظور، وهُمْ يأوون إلى العراء، يتخذونه ملاذاً للخلود إلى الراحة والنوم، فوق الأرصفة الباردة خلال فترات الليل، بحيث يعمدون إلى افتراش أكوام "الكرطون" واِلتحاف البلاستيك اِتقاءً لقرصات البرد الصقيعية وللاحتماء من البلَلَ الناجم عن التساقطات المطرية في عزّ ليالي فصل الشتاء. هذا الوضع الذي يعيشه المتشردون الذين تعرف مدينة الناظور وجود نسبة قياسية من أعدادهم، باعتبارها بوابة حدودية يقصدوها يافعون وأطفال وشبان في مقتبل العمر، بهدف تصيّد فرصة للحريك صوب أوروبا، يُسائِل جمعيات المجتمع المدني، لا سيما التي تُعنى بشؤون هذه الفئة الرازحة تحت وطأة واقع الحرمان والهشاشة، عن دورها المنوط بعاتقها. وكان حرياً بالجمعيات المدنية، مع انقشاع أولى موجات البرد التي تهبّ على منطقة الناظور وبني أنصار، حيث يتواجد المتشردون بأعداد غفيرة، أنْ يرتكز اهتمامها على توزيع أغطية وأفرشة حتى يتمكن المشترد الذي يبيت وسط العراء، من تدفئة أوصاله المعرضة لنزلات البرد القارس، من باب كونها تستجدي الدعم العمومي من أجل صالح هذه الفئة.