جرياً على العادة، اِشتغلت الجريدة الالكترونية "ناظورسيتي"، طيلة أسبوع بحاله، على ملف "الحرَّاكة"، أو أولئك الأطفال واليافعين والشبّان الذين ضاقوا ذرعاً من وطنٍ يقولون إنّه لفظ أبناءَه ولم يعُد يتسع للجميع، وراحوا يتلمّسُون الطريق نحو أقرب فرصة لتوديع الوطن الوداع الأخير دونما رجعة.. والطريق إلى الناظور باعتبارها "بوابة أوروبا"، هي أقصر السبل لدى هؤلاء، لوضع الرِّجل على "السكة الصحيحة" من أجل بلوغ فردوس القارة العجوز.. في نظرهم طبعاً.. وهكذا، استجوبت "ناظورسيتي"، على مدى اِنهماكها في الاشتغال على هذا الملف الذي سَعَتْ من خلاله إلى تسليط الضوء على ظاهرة اجتماعية مؤرقة تزرح تحت وطأتها الناظور، واستيضاح كل تفاصيلها المعاشة التي تمَّ نشرها عبر سِلسلة أجزاء وحلقات بالصوت والصورة، (استجوبت) عدداً من "الحرَّاكين"، بحيث قرّبت إدلاءَاتهم القارئ الكريم من الصورة التي كان يجب أن تنطبع في الأذهان بخصوص الظاهرة التي خيَّمت بضلالها على الحاضرة.. في هذا المنحى، تسوق جريدتنا، نموذجاً آخر من هذه الفئة الهشّة التي تعيش على وقع إغراء غدٍ قد يأتي وقد لا يأتي، يتعلق الأمر بمراهق وفد من وجدة، قبل حوالي شهرين، يحكي خلال اِستضافة معه بوجه غير مكشوف، عن دوافعه الواقفة وراء مغادرته منزل أسرته للارتحال رأساً نحو الناظور، وظروفه المتسببة في ارتمائه في أحضان الشارع، عائشاً في دوامة الضياع والتشرد، قبل إدمانه على تعاطي "السيليسون"، المخدر الرخيص الذي لجأ إليه للفرار من واقع مدانٍ ووضعٍ مرفوض بشدة، ولو إلى حين..