في إطار التعاون بين مختبر الإشارات الكهرومغناطيسية و معالجة الطاقات المتجددة " LETSER " و فريق المواد الإلكترونيات والطاقات المتجددة MEER التابع لكلية العلوم بجامعة محمد الأول وجدة، و جمعية الإنسان والبيئة لبركان " AHEB"، يجري تنفيذ مشروع بحثي ذو طبيعة إجتماعية واقتصادية يهدف إلى توفير نظام لتحلية المياه بالطاقة الشمسية و تطويره بدوار الحمري (انظر الصورة) بالجماعة القروية بوغريبة التابعة لعمالة إقليمبركان. هذا المشروع يندرج ضمن برنامج البحث العلمي المغربي الألماني(PMARS2015-064) بين قسم الفيزياء بكلية العلوم جامعة محمد الأول بوجدة و مختبر معالجة الإشارات الكهرومغناطيسية والطاقات المتجددة LETSER ،تحت إشراف و إدارة البروفيسور خليل قاسمي و فريق المواد الإلكترونيات والطاقات المتجددة MEER بتعاون مع معهد سولار–جوليش-ف. سيج) بجامعة آخن الألمانية و المكتب الهندسي لتكنولوجيا الطاقة والبيئة -إيبيو/جوليش - بألمانيا بإشراف من البروفيسور الدكتور جي. سبيروس أليكسوبولوس وتتجلى الأهداف العلمية للمشروع الذي بدأه البروفسور الدكتور حامد شايب عن جامعة آخن بألمانيا (عضو المشروع) في تحسين إمكانيات توليد مياه الشرب عبر تقنية تحلية المياه الجوفية والمياه السطحية باستخدام الطاقة المتجددة في المغرب. حيث يهدف الشركاء في بداية المشروع إلى إنتاج 1 متر مكعب من المياه الصالحة للشرب/ ما يعادل 1000 لتر في اليوم بتكلفة تقل عن 10 أورو للمتر المكعب. هذا و قد تمت برمجة مراحل تنفيذ المشروع بتعاون مع جمعية الإنسان و البيئة على شطرين بدءا بموسم 2016/2017 كمرحلة لتطوير و تنفيذ النظام في ألمانيا، بمشاركة الباحثين و طلبة سلك الدكتوراه ضمن فريق البحث MEER من جامعة محمد الأول بوجدة ثم 2017/2018 الخاصة بإجراء تجربة لنظام تحلية المياه في ألمانيا في دوار الحمرى. عبر ضخ المياه بنظام التحلية من بئر باستخدام نظام ضوئي، ثم معالجته بنظام متعدد المراحل (MSD)، ليتم تخزينه في خزان كبير ووضعه رهن إشارة ساكنة دوار الحمرى. و يعد نظام تحلية المياه متعدد المراحل الذي يهدف إليه هذا المشروع تقنية غير مكلفة تتميز بالنجاعة وسهولة الإستخدام كما أنها تجربة متقدمة لم تستخدم في المغرب سيتم إقتراحها من طرف الشركاء بعد الإنتهاء من المشروع باعتبارها تقنية مبتكرة في السوق المغربية وجسرا و ميدانا للتعاون بين ألمانيا والمغرب. وهو المشروع الذي أعطيت إنطلاقته في 3 مارس 2017 بألمانيا وتم نشره عبر صحافة و إعلام جامعة آخن التي أعلنت عن تمويل المشروع وبدء تنفيذ مضامينه من قبل كاتب الدولة البرلماني إلى جانب الوزير الاتحادي للتعليم والبحث توماس راشيل عضو البرلمان. كما أعطى كاتب الدولة قرار الموافقة على فولكر ستيمبل مستشار في جامعة آخن. وفي هذا السياق سيتم تمويل مشروع لإنشاء قناة تهدف إلى تحسين جودة و نوعية المياه عبر نظام تحلية المياه بالطاقة الشمية، وأكد الوزير الاتحادي للتعليم والبحث توماس راشيل أن مشروع القناة من شأنه المساهمة في إدارة موارد المياه المستدامة في المغرب. كما يتوخى الشركاء من المشروع إعداد نموذج أولي لهذا النظام و تطوير تكنولوجيا ناضجة وثابتة يمكن تقديمها في السوق المغربية. وفي هذا الإطار أكد فولكر ستيمبل أن هذا المشروع يشكل قيمة مضافة للصناعة والمعدات التي تنتجها التكنولوجيا الألمانية وتصدرها إلى المغرب". كما أكد راشيل على أهمية القناة من أجل تطوير حلول مبتكرة في إدارة المياه، من خلال التركيز على الأبحاث بشكل خاص وفق الاحتياجات الاجتماعية للمنطقة حيث يشكو نصف سكان شمال المغرب من نسبة تركيز عالية جدا من الملح في مياه الشرب والمياه المخصصة للزراعة، و سيمكن هذا البحث من تحسين الظروف المعيشية و الصحية للساكنة و توفير الفرص الاقتصادية. من جهته أكد البروفيسور الدكتور أولف هيرمان، مدير المعهد الإسلامي للتنمية، قائلا: "مع هذا المشروع، لا يزال بوسعنا تطوير علاقات جيدة مع المغرب، وهناك بالفعل تعاون بين ف. -آخن- وجامعة مكناس". ومن شأن هذا المشروع تعزيز التعاون العلمي بين جامعة محمد الأول وجامعة سيج والمهندسين بجوليش IBEU. من جانبه أكد البروفيسور الدكتور خليل قاسمي أن فكرة المشروع أملتها رغبة الشركاء في مقدمتهم جمعية الإنسان و البيئة و كذا مختبر كلية العلوم بجامعة محمد الأول في إطار رؤية تنموية تتيح لساكنة المناطق النائية و الهشة إمكانية الحصول على خدمات المياه الصالحة للشرب و ممارسة أنشطة فلاحية مدرة للدخل لتحسين مجالات عيشها و تحفز على الإستقرار كما أن المشروع الذي قطع أشواطا مهمة هو تجربة رائدة تعكس إنخراط الجامعة في مجالات الطاقة المتجددة من خلال تشجيع البحث العلمي في هذا الميدان مشيرا إلى أن كل المؤشرات تؤكد على نجاعة و المشروع و نتائجه الإيجابية و مردوديته على الساكنة وفي إطار المشروع يسهر الفريق العلمي على إجراء التحليلات اللازمة فيما يتعلق بنسبة أداء السعر للتكنولوجيا. على أساس محاكاة جديدة للنظام مع تطوير التصاميم المبتكرة قصد تحقيق مزيد من التحسينات التي سيتم وفقها إنتاج نموذج أولي واختباره بالكامل.