تشهد مدينة مكناس يومه الاثنين 10 أكتوبر 2011 الانطلاقة الرسمية لشعبة «كمياء المكوثرات»، بحضور العديد من الضيوف من عالم السياسة والاقتصاد وبحضور السفير الألماني في المغرب ومعهد غوته وغرفة التجارة والصناعة الألمانية المغربية في الدارالبيضاء. ومعلوم أن إحداث هذه الشعبة جاء نتيجة ثمرة تعاون بين جامعة المولى اسماعيل مكناس والكلية التقنية لمدينة آخن الألمانية. وهذه الشعبة التي تحمل اسم كيمياء البوليمرات أو كيمياء الجزيئات الكبيرة، هي علم متشعب يتعامل مع التصنيع الكيميائي والخواص الكيميائية للمكوثرات أو الجزيئات الكبيرة، وهي أساس التصنيع الكميائي. وقد أشرفت شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا في شخص المهندس المغربي حميد الشايب ،الذي تابع دراسته في جامعة آخن ، على إنضاج هذا التعاون. ويأتي إحداث هذه الشعبة المشتركة بين جامعة مكناس وجامعة آخن في إطار استراتيجية شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا التي جعلت من التعاون الجامعي والبحث العلمي بين جامعات ألمانيا والمغرب إحدى أهم ركائز عملها في أفق تعزيز التعاون من أجل نقل الخبرة والتكنولوجيا بين البلدين. وتقتضي الدراسة في هذه الشعبة المشتركة على أن يقضي طلبتها سنتين في المغرب على أن يلتحقوا بجامعة آخن لاستكمال الدراسة هناك بعدما يكونوا قد تلقوا دورات في اللغة الألمانية تحت إشراف معهد غوته. وقد انطلقت الدراسة في هذه الشعبة مع بداية الموسم الدراسي الحالي، حيث عرفت تسجيل 25 طالبا. وستعمل الأكاديمة الألمانية للتبادل الدولي والبحث الجامعي، على دعم هذا المشروع بنحو 350 ألف يورو ستخصص لدورات تعلم اللغة الألمانية. يأتي إحداث هذه الشعبة نتيجة محادثات طويلة بين الجامعتين. وفي هذا الاطار عرفت جامعة آخن مؤخرا زيارة وفد يتكون من ستة أساتذة باحثين للتعرف عن قرب على أجواء الاستعدادات في جامعة آخن. وقد اعتبر البروفيسور الدكتور ناجم إيطوبان منسق المشروع في المغرب ، أن الصناعة الكيميائية متطورة جدا في ألمانيا، وأن هذه الاتفاقية ستمنح للطرف المغربي التعرف أكثر على مجال الصناعة الكميائية في ألمانيا. أما عميد جامعة آخن البروفيسور الدكتور ماركوس باومان فاعتبر أنه في غاية الأهمية دعم التعاون الدولي بين الطلبة والباحثين. وأضاف قائلا:« علينا ضمان فرص جيدة لطلبتنا للولوج لسوق العمل، حيث تبادل الخبرة الدولية يلعب دورا كبيرا». وفي السياق نفسه يعتبر المهندس المغربي، عضو شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا ، حميد الشايب أن التعليم والتكوين أساس التنمية ، معتبرا أن هذه الاتفاقية ما هي إلا اللبنة الأولى في سياق مجهودات أخرى من أجل إحداث شعب جديدة مشتركة بين الجامعات المغربية والألمانية كي يتعرف المغرب أكثر على الصناعة الألمانية. وفي الاتجاه ذاته تعمل شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا وبتعاون مع جامعات الرباط والناظور ومكناس وآخن، على تطوير المحادثات والمباحثات في أفق إحداث شعبة خاصة بالطاقات المتجددة في المغرب. وقد استُحدثت لجنة خاصة في هذا الاطار بمشاركة خبراء الشبكة في هذا المجال ومعهد الفضاء الألماني والوكالة الألمانية للتعاون الدولي. وسيشكل اللقاء الذي ستشهده المدرسة الوطنية للدراسات المعدنية يومه الأثنين لقاء تعارفيا أوليا بين المعنيين في الأمر للتذاكر والتعرف من جهة ولتنسيق الجهود ووضع خطة مستقبلية من جهة أخرى.