توصّل قنصل المملكة المغربية بالجزيرة الخضراء بنسخة من شكاية موجّهة من لدن شركة نقل أموات إسبانية إلى وزارة العدل بنفس البلد عبر مندوبيتها ب "قَادِيسْ"، حيث تتناول الشكاية موضوع عشر جثث لمُهاجرين سرّيين توُفُّوا غرقا بشواطئ "ألْجْيزِرَاسْ" نهاية الشهر الماضي، حيث تتواجد هذه الجثث في وضع مُتقدّم من التحلّل بعد أن تمّ إهمالها عقب إجراء تشريحات همّتها. وتشير شركة "سِيفُوبَا"، المُكلّفة بنقل الأموات للمغرب لقاء مبالغ متراوحة ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف أورو، إلى أنّ الجثث المُثار موضوعها تتعلق بمُهاجرين سرّيين غرقوا بشواطئ "طْرَافَالْغَارْ" ومُتواجدة بمستودع الأموات ب "لُوسْ بَارِيُوسْ"، وأنّ مَا ورد على لسان أحد مُستخدمِي مندوبية "قَادِيسْ" لوزارة العدل هو أمر خطير في انتظار الردّ الكتابي، حيث تمّ استنكار تدخّل الشركة في "أمر ليس من شأنها" في غياب مُطالبة من المغرب بجثث أبنائه، وأنّ تواجد الجثث العشر بمستودع الأموات هو خير من بقائها مرمية على الشواطئ الصخرية وتحوّلها لأطعمة في مُتناول الحيوانات. وتُعوّل الشركة الإسبانية على التحرّك المغربي في هذا الإطار من أجل إعادة النّصاب إلى قضيّة إنسانية بحتة تُحتّم إنزال الهالكين إلى قبورهم إكراما لهُم، خصوصا وأنّ تحديد هوّية الجثث استُكملت من لدن المصالح الطّبية المُختصّة، ويكفي ما نال من الضحايا طيلة أزيد من شهر بمُستودع الأموات.