كان العاهل الاسباني السابق خوان كارلوس تقبل سنة 1979 إرجاع مدينة مليلية المحتلة للمغرب، مع تمتيع مدينة سبتة بنظام حماية دولية مثل الذي كانت خضعت له مدينة طنجة سنة 1923، إلى حين استقلال المغرب. وتم ذلك خلال لقاء جمع العاهل الإسباني السابق حوان كارلوس الأول بالسيناتور الأمريكي إيد موسكي، المبعوث من الرئيس الأمريكي السابق، جيمي كارتر، وسفير واشنطن في إسبانيا، تيرانس تودمان، في قصر "لاثارثويلا" بالعاصمة الإسبانية مدريد. وأوضحت وكالة الأنباء الإسبانية "إيروبا بريس"، التي أوردت الخبر، أن هذا اللقاء كان ضمن جولة للسيناتور الأمريكي إيد موسكي، قادته إلى المنطقة، حيث عقد اجتماعات سرية مع زعماء بعض الدول من أجل تدارس التحديات التي كانت تواجهها أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية في تلك الفترة التاريخية. وتم بعث مجتوى اجتماع خوان كارلوس بالسيناتور والسفير الأمريكيين، والذي دام ساعة ونصف، في برقية سرية إلى كتابة الدولة الأمريكية، ليتم حفظ الملف سنة2014 . وتطرق المؤرخ الأمريكي شارل بويل لهذه البرقية في كتاب له أصدره تحت عنوان "ملك الديمقراطية"، والذي قدمه، أمس الخميس. وكان الملك خوان كارلوس قبل فكرة إرجاع مدينة مليلية للمغرب في وقت وجيز، باعتبار أن سكانها الإسبان لا يتجاوزون آنداك 10 ألف شخص. واعترف لمحاوريه بأن هذا الأمر لن يعجب الجيش الإسباني، الذي سيعبر عن غضبه، لكنه قال "إن هذا الغضب سيدوم شهرين فقط"، مضيفا أنه بإمكانه "احتواء الأزمة". وفيما يخص مدينة سبتة، حيث كان يعيش بالمدينة آنداك 60 ألف مواطنا إسبانيا، فكان الملك الإسباني السابق يرى أن المر أكثر تعقيدا، ولهذا اقترح وضعها تحت نظام حماية دولية. وجاء قرار خوان كارلوس هذا أربع سنوات فقط على تنظيم المغرب للمسيرة الخضراء لاسترجاع صحرائه، وهو ماجعل إسباتيا تتخوف من تنظيم مسيرة مماثلة لاسترجاع سبتة ومليلية، "ما كان سيعقد الأمور" حسب العاهل الإسباني.