دعا محمد لمباركي، المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشرقية، الألمان إلى الاستثمار في صناعة السيارات بميناء الناظور غرب المتوسط، الذي ستبدأ الأشغال فيه قريبا، على غرار ما أقدمت عليه الشركات الفرنسية بجهة طنجة. حديث لمباركي جاء خلال لقاء عقده وفد مغربي مكون من الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، ورئيس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، ومحمد لمباركي، المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية الجهة الشرقية، وسفير المملكة المغربية بألمانيا الاتحادية، عمر زنيبر، والقنصل العام للمملكة بدوسلدورف، جمال شعيبي، مع كاتب الدولة لدى وزير الاقتصاد والطاقة والصناعة والمقاولات الصغرى والصناعة التقليدية بألمانيا، وذلك بدورسلدورف. وشدد المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشرقية على كون الكثيرين يسألون عن غاية المغرب من إنشاء ميناءين بمواصفات عالمية، وقال: "نقول لهم إننا لا ننافس أنفسنا، بل الميناءان متكاملان، ولهما الإدارة نفسها". وأطنب لمباركي في تعداد المزايا الاقتصادية التي تعرفها الجهة الشرقية، مذكرا بالعلاقات التي تجمع المملكة المغربية بألمانيا الاتحادية، والتي وصفها ب"المتميزة" و"الممتدة لمجالات عدة". ووجه المتحدث ذاته الدعوة إلى مزيد من التعاون في الجانب السياحي، ذاكرا المشاريع التي تعرفها المنطقة، على غرار مشروع تهيئة ضفاف بحيرة مارتشيكا، الذي اعتبره مشروعا متكاملا سيعزز العرض السياحي بالمنطقة. أنيس بيرو، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أكد في كلمة بالمناسبة رغبة المغرب في أن تكون جاليته بالخارج أكثر دينامية وفعالة، وأن تعيش في بلدان الاستقبال بسلام وطمأنينة. واعتبر الوزير ذاته أن النجاح المهني والدراسي كفيلان بتحقيق الأهداف المتوخاة، مؤكدا أن الجالية المغربية تلقى اهتماما كبيرا من طرف الملك والمؤسسات بأنواعها، و"هذا لا يمنع من التأكيد أن لها مسؤولية أيضا"، وفق تعبيره. وعاد أنيس بيرو للتذكير باستقرار المغرب وانفتاحه على الجميع باعتباره بلدا للتعايش، وأضاف: "المغرب أضحى بوابة كبيرة لإفريقيا، والعودة إلى أحضان الاتحاد الإفريقي يعزز ذلك". وتحدث الوزير المغربي عن التعاون الثلاثي بين المغرب وألمانيا وإفريقيا، واسترسل: "حضور المغرب في إفريقيا سيجعل التعاون الثلاثي مهما، فقد أنجز عدة مشاريع هناك، وأخرى في طور الإنجاز". وجدد أنيس بيرو دعوة كاتب الدولة الألماني من أجل العمل على مساعدة الدول الإفريقية المصدرة للهجرة من أجل الاحتفاظ بمواطنيها في البلد، عبر مساعدتهم على التنمية وتوفير الشغل. وختم المسؤول الحكومي حديثه بالتأكيد على أهمية الاهتمام بالشباب، وقال: "يجب أن نركز على الشباب كي لا نفقد البوصلة، عبر توفير الشغل والتكوين وتعزيز الثقة والأمل في المستقبل، لأن ذلك مسؤوليتنا جميعا". ولم يفوت رئيس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، الفرصة دون التذكير بما تزخر به منطقة الشرق من مؤهلات اقتصادية وبشرية مهمة، مشددا على استعداد الجهة للعمل من أجل توفير أجواء ملائمة للراغبين في الاستثمار في شتى المجالات. وشدد بعيوي في كلمته الموجهة للمسؤول الألماني على كون جهة الشرق التي تعتبر بوابة لأوروبا مستعدة للتعاون المشترك بين البلدين، معربا عن الاستعداد لاستقبال الوفود الألمانية الراغبة في التعرف على ما تزخر به المنطقة من مؤهلات. سفير المغرب بألمانيا الاتحادية، عمر زنيبر، عاد ليؤكد أن المملكة بلد استقرار وأمان، وأنها تقدم ضمانات اقتصادية مهمة للراغبين في الاستثمار، موردا أنه رغم "أزمة أوروبا" والوضع المتدهور في المنطقة، ظل المغرب محافظا على نسبة نمو تراوحت بين 4% و4.5%. وأكد المسؤول الدبلوماسي ذاته أن هناك عدة مجالات يمكن التعاون فيها بين البلدين، ذاكرا منها الطاقات المتجددة واللوجستيك والصناعة، ومعتبرا أن التطور المغربي يفتح شهية المستثمرين عبر العالم، ومشددا على ضرورة التعاون مع جهة الشرق. كاتب الدولة الألماني عبر بدوره عن اعتزازه بالعلاقات التي تجمع المغرب بألمانيا، مشددا على أن بلده مهتم جدا بمجال الطاقات المتجددة، ومؤكدا على ضرورة استمرار العلاقات الثنائية وتعزيزها بين البلدين. وفي السياق ذاته عقد وفد مكون من الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، وسفير المملكة المغربية بألمانيا الاتحادية، والقنصل العام لدوسلدورف، والنائبة البرلمانية ليلى أحكيم، ونائب رئيس الجهة الشرقية، الطيب المصباحي، والمستشار البرلماني الطيب البقالي، لقاء مع كاتب الدولة المكلف بالاندماج، حيث تم التباحث بين الأطراف حول سبل التعاون المشترك بين البلدين في مجال الهجرة. وقدم المشاركون في الاجتماع بعض المقترحات العملية من أجل مساعدة مغاربة ألمانيا على الاندماج، زيادة على بعض الأفكار التي اعتبرها المسؤول الألماني مهمة وتستحق الاشتغال عليها في المستقبل القريب.