بعد تعاقب موجات الغلاء وتتاليها بشكل مكثف خلال العامين الماضيين، وبعد أن أصبحت الكثير من الأسر تعاني من صعوبة في تدبر أمورها المالية، وحيث إنّ الظروف الاقتصادية وكما يعلم الغالبية ليست كما كانت وبالتالي فإنّ فرص زيادة الدخل الشهري لم تعد هي أيضاً كما كانت، وبالتالي فمن المفترض أن تلجئي لطرق جديدة لمحاولة الحفاظ على توفير كل متطلبات المنزل دون اللجوء إلى البحث عن مصادر أخرى مرهقة إلا إذا كانت هذه المصادر متوفرة. وللوصول إلى غايتكِ عليكِ فقط وبقدر كافٍ من الحرص أن تتبعي الخطوات العشر البسيطة التالية وتطبقيها لتحصلي في النهاية على مبلغ زائد من المال عن حاجتكِ وبعد إيفائكِ لكل متطلباتكِ المنزلية. الخطوة الأولى: اصرفي نصف دخلكِ الشهري وادخري النصف الآخر حاولي دوماً أن تعتبري أنّ دخلكِ الشهري هو نصف راتبكِ أو نصف راتب زوجكِ، وحاولي أن تضعي لنفسكِ سقف مصروفات لا يتجاوز هذا الحد، وإن كنتِ ترين أنّ هذا صعب فليس من الخطأ أن تبدئي بالتدرج فأول شهر اقتطعي فقط عُشر الراتب والشهر التالي عشرين, وهكذا حتى تصلي إلى هدفكِ بالتدريج وهو اقتطاع نصف الدخل تقريباً، وإذا اضطررت إلى اللجوء لهذا المبلغ المتوفر فعليكِ أن تلجئي له عن طريق الدين فتأخذي مبلغاً معيناً لفترة معينة, ثم تقومي بإعادته في وقت لاحق حتى لو اضطررتِ إلى إعادته بالأقساط. وحاولي دوماً أن تجعلي المبلغ المقتطع بعيداً عن متناول يدكِ كأن يكون في حساب بنكي مستقل. الخطوة الثانية: اجعلي لبيتكِ مصروفاً ثابتاً السحب على المفتوح يؤدي لتآكل أموالكِ دون أن تدري. اقتطعي للمنزل مصروفاً ثابتاً يكفيه للشهر كاملاً، وأبلغي الجميع بمن فيهم رب الأسرة أنّ هذا المبلغ سيكون لكل متطلبات المنزل، وإذا طرأ ظرف معين في شهر معين فلا بأس أن يكون هذا الشهر على حساب الشهر الذي يليه وهكذا، ولا تنسي أبداً أن ترفعي الراتب الشهري في الأشهر التي بها مناسبات مثل شهر رمضان مثلاً, أو الأعياد، ودوماً ارفعي المصروف الشهري إذا ارتفع دخلكِ الشهري بنفس النسبة فقد قال الرسول _عليه الصلاة والسلام: «خيركم خيركم لأهله». الخطوة الثالثة: تخلصي من كل الديون اجلسي مع نفسكِ، أو مع زوجكِ، أو مع من يهمكِ بالأسرة وقومي بحساب كل الديون سواء عليكِ أو عليهم, ثم قومي مباشرة بجدولتها وحسابها ووضع آلية لسدادها، وابدئي بذلك مباشرة ولا تنتظري أن تجمعي المبلغ كله إن كان المبلغ كبيراً بل قومي بتقصيته ووضعه بمكان بعيد عن متناول الأيدي حتى لا تلجئي إليه، وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من (غلبة الدين وقهر الرجال)، فاحرصي أن تفري من الدين فراركِ من الأسد. فلو كان الدين هيناً لغفره الله للشهيد، في الحديث (يُغفر للشهيد كل ذنوبه إلا الدين). الخطوة الرابعة :اسكني في منزل يتناسب ودخلكِ المنزل الكبير يكلف أكثر فأرضه أغلى وبناؤه أكثر تكلفة وحين تسكنينه يكلفكِ أكثر ويحتاج إلى مصاريف أكبر فهذا المنزل قد يحتاج إلى خادمة أو خادمتين لتنظيفه، وهذا كله يأكل من دخلكِ الشهري, ويجعلكِ أسيرة لهذه المصاريف الزائدة أحياناً . فما هو الحل؟ انتقلي لمنزل أصغر يكفيكِ أنتِ وعائلتكِ, فتعيشي وإياهم متقاربين. واعلمي دوماً أنه حينما تغلق الأبواب تتساوى الأحياء، فلا فرق بين من يعيش في شمال المدينة أو جنوبها حينما تغلق الجميع أبواب البيت عليهم. حينما تقتنعين بذلك تأكدي أنكِ ستتخلين فوراً عن فكرة الشراء في الأحياء الفخمة.. فسعر الأرض فيها يعادل سعر منزل صغير في حي متوسط .. الخطوة الخامسة : إذا اشتهيتِ شراء شيء فأجليه أسبوعاً أو شهراً وذلك لأنّ النفس البشرية كالطفل إن رغب بشيء يريد الحصول عليه آنياً، ولكن إن أخرت الشراء لشهر ستجدين أنّ الرغبة قد خفت أو زالت وبالتالي فقد تكون هناك أولويات تقومين بشرائها قبل هذا الشيء، وقد ورد أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لجابر لما رأى معه لحماً: ما هذا يا جابر؟ فقال جابر: اشتهيت لحماً فاشتريته. فقال عمر: أوكلما اشتهيت اشتريت!. الخطوة السادسة: لا تتنزهي في السوق ولا تدخلي السوبرماركت إلا بقائمة للمشتريات النزهة لها أماكن كثيرة يمكن أن تستمتعي فيها أنتِ وعائلتكِ، لكن السوق ليس أحدها .خاصة إذا كنتِ تتساءلين عن سبب نفاد مصروفك في منتصف الشهر ..وتأكدي دوماً من أن تكتبي لزوجكِ قائمة بمشتريات البيت ولا تحيدي عنها. الخطوة السابعة: لا تشتري سيارة جديدة لا تشتري سواء لكِ أو لزوجكِ أو لأبنائكِ سيارة جديدة، فدائماً السيارة الجديدة تفقد نسبة لا تقل عن 10% من قيمتها فور شرائها كما وتفقد حوالي 30% من تلك القيمة بعد مرور عام أو عامين على شرائها وبالتالي فما ستفقده السيارة الجديدة يمكنكِ توفيره وإضافته إلى دخلكِ إذا قمتِ بشراء سيارة. الخطوة الثامنة: لا تشتري شيئاً إلا ( نقدا ) ابتعدي قدر الإمكان عن الأقساط, ولا تغركِ الدعايات الجذابة المغرية، فلا تفكري بالقسط وإنما فكري بالمبلغ ككل وهو المبلغ الذي سيتم دفعه ولو على المدى البعيد، فإذا قررتِ شراء شيء لا تملكين ثمنه الآن فتعودي أن تبدئي بالتوفير إلى أن يكتمل المبلغ لديكِ. الخطوة التاسعة: الصدقة قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :( ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده بل تزده)، وذلك بطريقة الاستقطاع الشهري، فلماذا لا تقومين باستقطاع جزء ولو صغير من دخلكِ الشهري ليُعطى لأي محتاج سواء من الأقارب أو لإحدى الجمعيات الخيرية. وستجدين أثر ذلك بإذن الله ببركة في مالكِ حيث إنّ الصدقة تجنبكِ كثيراً من الأقدار المؤلمة التي تأكل كثيراً من رزقكِ. الخطوة العاشرة: أوجدي لكِ دخلاً آخر إن أمكن إذا كان بالإمكان أن يتوفر سواء عن طريقكِ أو عن طريق زوجكِ مصدر آخر للدخل يرفع من مستواكم المعشي, فلا بأس على ألا يؤثر هذا المصدر على وقتكِ أو وقت زوجكِ المخصص للبيت والأولاد ، فتربية الأولاد ومسؤولية البيت بحد ذاتها استثمار سيأتي يوم وتجنين ثماره بإذن الله تعالى. وكالات