سيظل الريف .من بين الجروح الغائرة في جسد هذا الوطن المتعب ، وجه مغربنا الذي وإن حاولنا تجميله بشعارات حماسية تظل آثار التهميش والإقصاء خالدة وشاهدة على انتهاكات في حق الإنسان والأرض. سيظل الريف تلك المعادلة الصعبة, وعقدة حول عنق المسؤولين كلما فكروا في شدها إلا و خنقت أنفاسهم. امتطى خيرة الشباب أمواج الحرية، هروبا من واقع مرير منهم من قضى نحبه ومنهم من بلغ بلاد القارة العجوز ليواصل حياته كمواطن من الدرجة الحقيرة بعد ان استحال تحقيق اي من درجات المواطنة في بلاده. أما من بقي على العهد صامدا في وجه القدر اللئيم، ينادي التغيير بصوت مبحوح، مستسلما راكعا خنوعا منهزما أمام تجار الوطن والبشر. مكرها لا بطلا يشتغل في حقول #الحشيش مذلولا بسلطة القانون. ليأتي أسياده بعد الحصاد لشراء المحصول بثمن بخس دراهم معدودة بحجة الحرام وذريعة الممنوع ليغتنوا على حساب كرامته وعرق جبينه بعد أن يحولوا المنتوج الى عملة صعبة برعاية القانون. السرطان جزاء سنوات من القتال في سبيل تحرير #الوطن، ينخر في جسد أهل الريف، كأن مصائبهم لا تكفي. فالأرض لم تتخلص من السموم ولم تبخل على أطفال المنطقة بهدايا ملغومة على هيأة أورام خبيثة. ولأن لا شيء يحصل بالصدفة، فمراكز العلاج غير متوفرة حتما بالقرب منهم، مما يجعل الركوع فرضا واجبا بعد تحمل مشقة السفر والانتقال لأخد جرعة حارقة تهدم ما تبقى من إنسانية #الريف. فتيات في مقتبل العمر، جميلات عفيفات حتى اسقطهن السماسرة في جب الرذيلة مستغلا حاجتهن ليسوقهن للإسبان على هيئة أجساد بلا روح، مقابل 300 يورو. ربما كان حالهن أفضل لو اعيد ترتيب الاوراق من جديد وكان لكل ذي حق حقه، ولو كانت الحقوق تُعطى ولا تُستجدى. الريف يركع جسدا ولن يركع روحا، الريف برجاله ونسائه صامد بالروح ولا سلطان له على جسد يكابد من أجل العيش. صرفوا النقاش من الحق في العيش الكريم إلى جدال سخيف حول قطعة قماش، اتهموه بالعصيان والتمرد، لكن الواقع يقول أن المعركة معركة كرامة. مهما صنعتم من أسباب لا تدفع إلا الى الركوع، فإن في القلب رغبة أكيدة في كسر القيد.. ومازال دم #الخطابي مازال يجري في العروق. من قال أن #الريف_لا_يركع !؟ الريف يركع اليوم، لكن احذروا يوم يرفع رأسه بشموخ.. أجزم انه سيحطم أنفكم.