منذ اشهر قليلة صرحت بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والتنمية الإجتماعية في حكومة حزب العدالة والتنمية الدي يقوده ابن كيران بانه " لا يوجد فقر في المغرب وبان الدولة المغربية نجحت في القضاء عليه " ..لكن ومع حلول كل رمضان تقوم الدولة بأمر مباشر من الملك بتوزيع " كرطون " على من تسميهم بالمحتاجين ، والذي يحتوي على كيلوغرامات من الدقيق و السكر و لترات من الزيت والقليل من الشاي . من خلال ما يحتويه " الكرطون " ندرك أن الدولة تعي جيدا المستوى المعيشي لمواطنيها و الذي لا يتجاوز كسرة خبز و كأس من الشاي ، لكن ما لا ندركه و لا نجد له أجوبة شافية هو تلك الطوابير الطويلة التي تنتظر تحت حرقة الشمس ليصل دور كل فرد ليتسلم " الكرطون " و يهتف بحياة ملك البلاد . ربما نحن مخطئون فقد يكون محتوى " الكرطون " يضمن عيشا كريما لعام كامل و ليس لشهر رمضان فقط . أو ربما نحن إقطاعيون كبار ألفنا اللحم المشوي و السمك الغالي و نحتقر ما يحتويه " الكرطون " من نعم وخيرات لا تعد ولا تحصى ، أو ربما نحن مجانين ، نريد أن نتساوى في المعيشة مع أسيادنا . تجعل الدولة من عملية توزيع " الكرطون " حدثا تاريخيا و انجازا عظيما ، تسوقه عبر منابرها الإعلامية و تكلف رجالاتها بالإشراف على العملية كما لو أنها توزع ثروات الوطن على مواطنيها ، أو تمنحهم مفاتيح شقق تضمن لهم سكنا لائقا ، أو توزع عليهم قرارات توظيف تنقذهم من البطالة ، أو توزع عليهم بطاقات تغطية صحية شاملة ، دائمة و بالمجان ، أو تتسلم شكاياتهم من غلاء فواتير الماء و الكهرباء ، من شطط المسؤولين ، من اعتداءات قوات الأمن ، من ضعف البنيات التحتية ، من تفشي الرشاوى بالإدارات و المحاكم و المستشفيات ، من ضعف مستوى التعليم و ..... إلا أن الدولة تعي تمام الوعي أن الشعب لم يصطف تحت حرقة الشمس ينتظر الفتات إلا بعدما احترف الخنوع ، و رفع الراية البيضاء مستسلما ، منهزما و مذلولا . بعدما دمرت المدارس ، الجامعات و دور الشباب و دجنت الأحزاب و النقابات و وزعت المناصب على نجباء الاسترزاق و العمالة . ولم يبقى لها غير بعض المجانين الحمقى يصرخون في الوديان التي خلت من القطيع بعد أن صعد للضفاف يقتات على الفتات .