الزواج هو سنة الحياة ، وبالتالي يجب وضع الأساس السليم له ، وهذا الأساس لا يعتمد على العاطفة من دون العقل ولا العقل من دون العاطفة ، فالقلب لا يستطيع أن يحسم الأمر بمعزل عن العقل. حين تعيش الفتاة أو الشاب قصة حب قبل الزواج فإنها تكون مليئة بالعواطف والأحاسيس وتظهر فيها كل معاني الإعجاب بالطرف الآخر ، فالقلب يدق لكن العقل قد يكون غافلاً تماماً عن دراسة شخصية الطرف الآخر وبعد الزواج قد تظهر العيوب لدى الطرفين وتحدث المشاكل فيجد كل منهما الآخر كأنه كان يضع قناع الملائكة قبل الزواج وفي هذه الحالة يبدأ العقل في أداء دوره مفكراً ومعيداً النظر في حياته من جديد ويرى أن الحياة تحولت إلى جحيم وقد يؤدي ذلك إلى الطلاق". هناك نوع آخر يفضل الزواج التقليدي القائم على مستوى التوافق المادي والاجتماعي وغيرها من الأمور الأخرى فيختار شريكة حياته وهي الفتاة التي رسمها بعقله من دون مراعاة للاعتبارات الأخرى كالمشاعر والأحاسيس والعواطف. بعد الزواج يرى أنه قد حقق جانباً واحداً من جوانب الحياة الزوجية هو التوافق المادي والمستوى الاجتماعي فيبدأ بعد ذلك رحلة البحث عن الجانب المعنوي، الحب يجد أنه غير موجود فالحياة الزوجية تسير إنما ينقصها الحب وهنا يسود الملل والاكتئاب. لذا لا بد من أن يتمّ الزواج في ضوء التوفيق بين الفكر والعاطفة والعقل والقلب كي تسير الحياة الزوجية في الاتجاه الصحيح ويتساوى فيها الجانب المادي مع الجانب المعنوي ويسودها التوافق على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية والأخلاقية. إن الزواج إذا بني على العقل فقط أو القلب فقط فهذا الزواج يكون مبني على التملك والانفعال أي يعتبر كل شخص أنه أصبح ملكا للأخر ومن هنا يبدأ هذا الحب يهدأ ويهبط وإذا استمروا على هذا التملك فقد يؤدي إلى غيرة شديدة تقضي بدورها على الحب والزواج خاصة بعد الظروف الحياتية التي يمر بها الطرفين بعد الزواج. وفي النهاية فإن التأني في اختيار الشريك والاعتماد على القلب والعقل معاً لأنهما يكملان بعضهما ولا ينجح الزواج دونهما ، فالقلب هو مصدر الرحمة والعقل هو مصدر الحكمة والزواج بحاجة للرحمة والحكمة حتي يستمر . وكالات