مما لا شكّ فيه أنّ مسألة التكّهن بما ستكشف عنه صناديق الاقتراع، منتصف ليلة السابع من أكتوبر الحالي، بدائرة الناظور وفي غيرها من الدوائر، من نتائج نهائية من شأنها الحسم في تقرير الناخبين في اِختيار ممثليهم، تبقى -بديهياً- مسألة تقديرات نسبية لا تخرج بحال عن إطارها، بحيث لا يمكن الأخذ بتصويغاتها مهما اِتكأت على معطيات مستقاة من واقع الساحة حيث يحتدم التنافس للظفر بالمقاعد الأربعة داخل قبّة المؤسسة التشريعية! وسوق التوطئة أعلاه ضمن فقرة "رصد الانتخابات.." التي واكب موقع ناظورسيتي عبر نافذتها أول بأول، طيلة الأسبوعين الماضيين للحملة الدعائية للاستحقاقات التشريعية الآنية بإقليم الناظور، للتأكيد على أن الأصداء التي نردها للقارئ والتي جرى تلقفها طبعاً في أوساط المواطنين، سيما منهم المتتبعين والمراقبين للمشهد العام لتلك الحملات، ليست جزماً النتيجة المطابقة للأرقام التي ستفرزها صناديق الاقتراع في آخر نهار اليوم الجمعة، ممّا يبقى ما تكشفه الأصداء مجرد تخمينات تمّ الاعتماد في صياغة خلاصاتها على تقديرات صرفة بدورها – ربما – تأسست على فاعلية المرشحين.. عموما، تنقل الأصداء الذائعة بين أوساط المواطنين، بخاصة تلك المشاعة عبر الموقع الافتراضي "فايسبوك"، والتي جرى رصدها على مدار أسبوعين وتحدبدا مع اِنطلاق حملة الخائضين الثمانية لغمار المعترك الانتخابي بدائرة الناظور، والتي عرفت نقاشات مستفيضة بين النخبويين ومعظم النشطاء والفاعلين حول هذا الشأن. وإرتأى أغلب هؤلاء حسب تخميناتهم وتوقعاتهم لما ستكون عليه معالم الخريطة الانتخابية بعد يوم الإقتراع، الأوفر حظاً للظفر بالمركز الأول هو سليمان حوليش وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، بالنظر لشعبيته التي تعكسها كثافة مهرجاناته الخطابية الحاشدة والتي طبعت في ذهن المواطن انطباعاً بتصدره نتائج الاستحقاقات، وكذا لاعتبارات منها بالأساس فاعليته وحركيته على مدى سنة منذ ترأسه عمودية الناظور.. فيما أجمعت تقديرات المتتبعين للشأن الانتخابي بإقليم الناظور، على أن المركز الثاني قد يؤول إلى سعيد الرحموني مترئس تشكيلة حزب الحركة الشعبية، والذي سيضمن في الغالب صعوداً مريحاً في نتائج صناديق الإقتراع، على اعتبار أن الرجل بصم على حملة دعائية واسعة النطاق ومكثفة ولم يقتصر على قلاعه المعهودة، ويعتبر الأوفر حظاً قياسا بمنافسيه وكلاء اللوائح الأخرى. بينما رشّح التوّجه العام للمتتبعين والمراقبين، مصطفى المنصوري الذي يقود لائحة حزب التجمع الوطني للأحرار، إذ النقاش حوله خلُص إلى أنّ الثقة التي لم تتجدّد في شخصه خلال محطة الانتخابات الجماعية، بمعقله ببلدة العروي التي نازعه فيها خصومه السياسيين، خلافا لسنوات مضت، ووقوف الساكنة على حقيقة ما أسموه النشطاء ب"سوء" التسيير للشأن العام من طرف خصومه، كلها لصالح المنصوري الذي تتجه شريحة واسعة من الساكنة إلى ردّ الاعتبار له كرجل يتصف بكل صفات رجل الدولة، لكون الرهان هو أ، يكون للإقليم رجالات دولة في المركز. وأخيراً، رجّحت توقعاات النشطاء والمتتبعين، في ذات السياق، احتمال أن يكون التنافس على المركز الرابع بين محمد الطيبي وكيل حزب الاستقلال، الذي اقتصرت حملته على معلقه بزايو، على الرغم من إجرائها خارجا كمدينة الناظور، غير أنه مرشح بقوة لاحتلال هذه الرتبة التي سيحتدم التنافس حول احتلالها بينه وبين محمد أبرشان الذي وإنْ ذهبت التخمينات إلى أن المحطة الحالية ستشكل الضربة القاصمة له، في حين يفيد نشطاء أنه يمكن لفاروق الطاهري عن حزب العدالة والتنمية أن يخلق المفاجئة بفضل انطباعات الناخبين عن كبار البيجيديين وعلى رأسهم بنكيران.