http://nadorinvest.com/ الاربعاء الاسود 25 يونيو 2014 ، استفاقت مدينة الناظور على كارثة احتراق المركب التجاري المغرب الكبير " السوبر مارشي " كما تعارف عليه الساكنة ، تلك العمارة الواقعة في المدخل الرئيسي للمدينة من جهة طريق تاويمة كانت تشكل فضاء خاصة للتجارة يمتد من الناظور ليصل الى كافة مدن المملكة ويتجاوزها الى بعض دول الجوار ، حتى بات معلمة المنطقة المشهورة خلال الخمسة عشر سنة الاخيرة على غرار سوق المركب البلدي و سوق اولاد ميمون خلال التسعينيات من القرن الماضي . ثلاثة ايام كاملة من عمليات الاطفاء وتدخل لفرق من الوقاية المدنية من كل الاقاليم القريبة ، والاستعانة بالوقاية المدنية الاسبانية لمليلية المحتلة ..ليتم بعدها هزم الحريق الذي دمر الحياة في المركب التجاري ، وبين عشية وضحاها انكشفت الكارثة واتضح الحجم الاقتصادي الحقيقي للسوبر مارشي وحجم الرواج التجاري والسيولة النقدية التي ضاعت مع السنة اللهب . الحادث في شقه الاجتماعي والانساني خلف مئات العائلات في حالة بطالة وغير بشكل مفاجئ شكلها الطبقي سلبيا ، وفي شقه الاقتصادي زعزع اقتصاد الناظور واثر على وفرة السيولة النقدية وبالتالي على القدرة الاستهلاكية و على حركية الرواج التجاري . ومن الناحية النفسية باتت المنطقة المنكوبة ارضا غير صالحة للاستثمار وبالتالي تراجعت الجاذبية الاستثمارية للناظور فيما يتعلق بالمشاريع الصغرى والمتوسطة المنجزة محليا او من قبل ابناء المنطقة من المغاربة المقيمين بالخارج . واليوم سنتين مرت على الحدث – الكارثة ولا يزال الناظور يعيش ارتدادات الحريق الذي سببه تماس كهربائي حسب الروايات المختلفة ، لكن الدروس والعبر دائما يتم استخلاصها من الازمات والصدمات ، والعجلة تسير الى الامام مادامت هناك ارادة وتخطيط لاعادة البناء وحسن تدبير الازمة ، وهو ما قام به تجار المركب المحترق بالشراكة مع عدد من الجهات الادارية والمالية فكانت عملية اعادة البناء التي انطلقت في مطلع هذه السنة في شكله الجديد الخسائر الاقتصادية للسوبر مارشي بلغت الخسائر المادية سوق المغرب الكبير الناجمة عن حريق احتراقع في يوم الاربعاء 25 يونيو 2014 الى ازيد من 40 مليار سنتيم حسب المعطيات التي تداولها التجار المتضررين عقب الكارثة التي ادت الى احتراق 877 محل تجاري منها حوالي 517 محل تجاري كان يشتغل وقتها كانوا موزعين على انواع تجارية مختلفة مثل بيع العجلات والملابس المستعملة والجديدة ومواد التنظيف والاقمشة الجديدة والمستعملة .... علما بان الجهات الرسمية والقطاعات المسؤولة عن النشاط التجاري بالناظور المنتخبة منها والممثلة للادارات المركزية لم تعطي ارقاما واضحة او تقريبية ولم يتم جرد الخسائر بشكل تقني عقب عملية اخماد الحريق . لكن الخسائر المستدامة تبقى اهم لان الامر يتعلق بفقدان مصادر الثروة لمئات العائلات وبالتالي الاف الاشخاص بشكل مباشر وعدد كبير بشكل غير مباشر ممن ارتبطو بالسوق بحرف كالنقل والتوزيع واعادة التوزيع وهو امر امتد اثره الى مدن اخرى بالمملكة ارتبط عدد من ابنائها بالتجارة مع السوق المحترق. في انتظار اعادة بناء السوبرمارشي : مبادرات لاحتواء التجار في اسواق مؤقتة مصادر مطلعة من داخل جمعية الملاك المشتركين لسوق المغرب الكبير او ناظورسنتر في حلته الجديدة فان مدة اشغال اعادة البناء ستدوم ما يقارب الثلاث سنوات ابتداء من تاريخ بدء الاشغال في شهر نونبر 2015 ، وهي مدة ليست بالقصيرة اذا اضفنا اليها حوالي سنة ونصف سابقة من احتراق السوق الىبداية الاشغال فان المدة الاجمالية للعودة لممارسة التجارة بذات المركب ستكون اربع سنوات ونصف على اقل تقدير هذا اذا وفى المتدخلون بالتزاماتهم في الوقت المناسب ولم يتعرض المشروع لاي ظروف طائة لاقدر الله . مدة الاربع سنوات ونصف او اكثر استوجبت التفكير بجدية في حلول انية عاجلة لضمان الحد الادنى للتجار المتضررين. ومن هنا جاءت افكارمبادرات متعددة منها تخصيص مكان مؤقت لفرش السلع المستعملة قبالة مبنى الشبيبة والرياضة ، وايضا احداث اسواق على اطراف المدينة للملاك كسوق اولاد بوطيب على الارض الجبسية ، او سوق للفراشة مكان الجوطية القديمة ... وكلها مبادرات اغلبها لم يتجاوز الفكرة او لم يؤتي النتيجة المرجوة خصوصا مع الركود الذي اصاب الاقتصاد المحليواثر على القدرةالشرائيةللمستهلك وبالتالي على حركة الرواج التجاري. بينما فضلت بعض الفئات عدم الانتظار واللجوء لاكتراء محلات تجارية بالقرب من السوق المحترق للحفاظ على الزبائن ولان نوعية السلع المعروضة ذات قيمة مرتفعة ولا يمكن عرضها فياماكن مؤقتة ، ومن جهتها تاقلم عدد من الفراشة مع الوضع الجديد فانتل بعضم الى الساحات والازنقة المجاورة للسوق لعرض سلعهم . ناظور سانتر المركب التجاري الجديد المنبعث من تحت انقاض السوبر مارشي. ولان ارادة الحياة قوية ، ولان بالصدمات يقوى الانسان ويبدع في تجاوز واقعه ، فان التجار المتضررين ابانوا عن مستوى عال من المهنية والحنكة في التعامل مع هذه الكارثة ، حيث نظموا صفوفهم في طار جمعية للملاك المشتركين " السانديك " وفاوضوا الادارات محليا وجهويا كمخاطب ذو مصداقية رغم محاولات بعض الجهات السياسية الاصطياد في الماء العكر. ومن جهتها ادركت الدولة حجم الكارثة فكانت الارادة قوية لاعادة بناء السوق المحترق على نفس القطعة الارضية وبنفس عدد المحلات ن مع مراعاة الاخطاء السابقة وضمان عدم تكرارها فيما يتعلق بالاجزاء المشتركة وبشبكة الكهرباء واحترام معايير الوقاية المدنية ....وفي هذا السياق احتضنت الدولة المشروع بالاتفاق مع جمعية الملاك المشتركين واطلقت مبادرة لهدم السوق واعادة بنائه بتكلفة اجمالية 16 مليار و 200 مليون سنتيم تم توزيعا على الشركاء المتدخلين على الشكل التالي : البنك الراهن للمشروع والمالك لحوالي ثلث المحلات التجارية 5 مليار ومائتان مليون وزارة الداخلية : 5 مليار سنتيم مجلس الجهة الشرقية : مليار سنتيم صندوق تنمية الاقاليم الشرقية : مليار سنتيم وزارة الاسكان وسياسة المدينة : مليار سنتيم المجلس الاقليمي للناظور : 400 مليون سنتيم بلدية الناظور : 300 مليون سنتيم. حصة التجار المتضررين : 2 مليار و600 مليون سنتيم مقسمة على 4 دفعات لمدة سنتين . وللعلم فان هذه المعطيات استقاها الموقع من مصادر خاصة مرتبطة بجمعية الملاك المشتركين ، وستدوم مدة الاشغال ثلاث سنوات ابتداء من تاريخ شهر نونبر 2015 تاريخ بداية الاشغال ، كما تعهد الشركاء لتوفير الوعاء المالي على قسطين 2015/2016 ، بينما اسندت المهمة الى مؤسسة العمران وجدة لتصبح صاحبة المشروع.