التفّ تُجّار سوق المركب المغرب الكبير (سوبر مارشي)، ظهرَ يومِه الأحد الجاري، حول شكلٍ احتجاجيّ عبارة عن وقفةٍ صامتةٍ نُفّذت في إطار تخليد مرور سنةٍ كاملةٍ على نكبةِ احتراق السّوق الذي أودتْ ألسنةُ اللّهيب ببِنايته في حريقٍ مُهول ما تزالُ حيثياتُ نشوبه مجهولةً إلى حدّ كتابةِ هذه السّطور. التّجارُ الملتئمون في جمعية الوحدة لتجّار سوق المركب المغرب الكبير الحاملةِ لشعار "يد في يد من أجل إعادة بناء هذه المعلمة الاقتصادية الوطنيّة" نظّموا هذهِ الخرجةَ بتنسيق مع المنظمة الديمقراطية للشغل لإيصالِ رسالةٍ إلى المسؤولين مفادها استمرارُ وقوفهم على رأس مطالبهم الرّاميّة أساسًا إلى إعادةِ بناء السّوق الذي بُوشرتْ أشغالُ الشّطر الأوّل من مشروع هدمه وإعادة بنائه، فيما ما يزالُ الشّطرُ الثّاني المتعلّقُ بإعادة بناء السوق مُجدّدًا، مُخطّطاتٍ على الورق. وقال رئيس المنظّمة الديمقراطيّة للشغل في تصريح خصّ به ناظورسيتي ، إن هذه الوقفة المنظّمة من طرف تجار السوق المحترق، جاءت لتخليد الذكرى الأولى للنكبة التي خلفت مجموعة من الضّحايا على المستوى المادي. وأضاف المتحدث "إننا نحاول إعادة الاعتبار لهؤلاء التجّار الذين يشكّلون اللبنة والدعامة الأساسية للاقتصاد الإقليمي وفي النسيج الاجتماعي والاقتصادي" محيلا على الاجتماعات والحوارات الماراطونية التي قامتْ بها المنظّمة للدّفاع عن حق التّجار في إعادة بناء السّوق، وتقليصِ المدّة التي من المفترض انتظارُها لتحقيق هذا المطلب، والتي قد تدوم ثلاث سنوات أو أكثر، "علما أن هؤلاء يعانون في ظلّ التزاماتهم الاجتماعية والاقتصادية" يورد رئيس المنظّمة. "في لقاءاتتا مع كل الجهات، استطعنا أن نحقق مطلب الاستمرار في مُزاولة هؤلاء التجّار الذين يصل عددهم إلى 450 لمنهتهم السّابقة في فضائهم التّجاري الذي أُنشئ على شكل سوق مؤقّت" يقول المتحدّث قبل أن يضيف :"وهذا أفضل من أن يجلسوا في مَنازلهمْ، وهم حاليًا في حالةٍ جيّدة، ومنظّمون على المستوى القانوني" غير أنه أشار إلى معاناتهم وأضرارهم المتجسّدة في خسائرهم في السوق المحترق. وأشاد رئيس المنظّمة بالمستوى التّنظيمي الذي أبان عنه التجّار في استغلالهم لفضائهم التّجاري المؤقّت، مطالبًا بوجوبِ مساعدة المتضرّرين وتسهيل المأموريّة عليهم إلى غاية إعادة بناء سوق المركب المغرب الكبير مُستقبلًا. ومن جهته، أكّد رئيس جمعية الوحدة لتجار سوق المركب المغرب الكبير على أن هذه الوقفةَ المُنظّمة جاءت في سياقِ المُطالبةِ من المسؤولين بضرورةِ تسريع وتيرة أشغال البناء المُعلنِ عنها في إطار مشروع هدم وبناء السّوق، لانتشالِ المتضرّرين من معاناتهم في مُزاولة مهنة التّجارة في الشّارع العام وفي أوضاعٍ لا ترقى إلى المستوى المطلوب. وأشار الكاتبُ العام للمنظّمة الديمقراطية للشّغل، إلى معاناة التّجار أمام اضطرابِ حالات الطّقس، خصوصًا أثناء لتّساقطات المطريّة حيث يتكبّدون خسائر جرّاء ذلك، وشكر المتحدّث تجّار سوق أولاد ميمون الذين فسحوا لهم الفضاء بصدر رحب متفهّمين أوضاعهم الحالية بعد نكبة احتراق السّوق. ويعرضُ حاليًا تجّار "سوبر مارشي" سلعهم في الشّارع العام قرب سوق أولاد ميمون، لاستئناف نشاطهم التّجاري بشكلٍ مؤقّت في انتظار استكمال أشغال مشروع هدم وبناء السّوق لفتحِ محلّاتهم التجارية من جديد.