يمر الزمن بسرعة ينسينا في الكثير من الأشياء، لكن هناك أمور لا يمكن نساينها رغم مر السنين، لأن تأثيرها كان قويا، أبناء مدينة الناظور لن ينسوا أبدا مثل هذا اليوم 25 يونيو من سنة 2014 لأنه كان يوم إحترق أكبر مركب تجاري بشمال إفريقيا "سوبير مارشي" فلاش باك في مثل هذا اليوم 25 يونيو 2014 استفاق ساكنة الناظور، على فاجعة احتراق المركب التجاري المغرب الكبير المعروف لدى الساكنة بسوبير مارشي، حيث ابتدأت هذه الكارثة بحريق بسيط حاول حراس المركب التجاري اخماده بشكل تطوعي، لكن قوة اللهب وسرعة انتشاره بالسلع والبضائع حالت دون ذلك، مما دفع التجار إلى إخبار سلطات الأمن والوقاية قصد التدخل وإخماد النيران، قبل أن تتطور الأمور الى ما لا تحمد عقباه. تزايدت ألسنة النيران في التطاير، ومعها تزايد خوف وهلع عدد قليل من تجار السوق، الذين هرعوا باكرا، حين كانت يشير التوقيت الى الساعة الخامسة صباحا، قبل أن يستسلموا للقدر ولقدرة رجال الإطفاء القلائل الذين حجوا الى موقع الحادث، من أجل إخماد الحريق. ازدادت رقعة النيران، وازدادت معها حشود التجار والعاملين بمركب "عبد الله ن تليمانت" لمشاهدة اللهيب الحارق وهو ينال من السوق، وهو ما دفع رجال الإطفاء الى طلب الغوث والمساعدة من نظرائهم بكل من وجدة والحسيمة ومليلية، وتيقن الجميع أن الحريق أتى على غالبية السوق، وأجهز على رساميل أرباب المحلات التجارية هناك، بل وكبدهم خسائر كبيرة للغاية، أوجزها مصدر مقرب من جمعية تجار المركب التجاري المغرب الكبير، بحوالي 150 مليار سنتيم. ليعلن أن ذالك اليوم يوم أسود بمدينة الناظور. معاناة التجار في أمل إعادة البناء منذ حريق سوق المغرب الكبير والعائلات التي كان يمثل لها هذا السوق مصدر العيش الوحيد وهي تعاني في صمت، فهناك من إلتهمت النيران كل رأسماله، وهناك من العائلات التجار من لم يتبقى لهم ولو فلسا واحدا، فبالرغم من بعض الحلول الترقيعية التي بادرت بها جمعيات التجار، إلا أن الأمر جد صعب على التجار حيث أنهم فقدوا في لحظة كل ثرواتهم. إلا أن الأمل الوحيد الذي يتشبث به هؤلاء هو إعادة بناء سوق المغرب الكبير والذي باشرت الجهات المسؤولة العمل فيه، حيث أنه وبعد الدراسات التي تم إنجازها تم تخصيص مبلغ 167 مليون درهم بمشاركة 14 المؤسسة، وسيتم خلالها إعادة بناء 9 طوابق منها طابقين تحت أرضي، على مساحة مغطاة تبلغ 32078 متر مربع. وسيساهم في هذا المشروع 14 المؤسسة. للعبرة العبرة أو الدرس الذي تم تعلمه من هذه الكارثة، بالنسبة للتجار كان هو ضرورة تأمين محلاتهم التجارية، وذلك لحماية أنفسهم إن حدثت مثل هذه الكوارث، أما بالنسبة للدولة والسلطات فكان هو ضرورة تعزيز طاقم الوقاية المدينة بمعدات حديثة بإمكانها التدخل بسرعة وبفاعلية من أجل إخماد مثل هذه الحرائق الضخمة.