يظل حدث المسيرة الخضراء بالنسبة لعبد الرحمان التسبعونتي، المقيم بألمانيا ، حدثا غير مسبوق ولحظة تاريخية وضاءة بكل حمولته التاريخية والسياسية عززت شعوره الوطني . فالتسبعونتي، المزداد سنة 1948 بالناظور، وهو يستعيد تفاصيل رحلته من ألمانيا إلى المغرب للمشاركة في صنع حدث المسيرة الخضراء ، قال: " لبيت نداء المسيرة لاسترجاع المغرب لصحرائه إلى حظيرة الوطن بفرح عارم". وفي تصريح صحفي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء ، قال السبعونتي، الذي يقيم في ألمانيا منذ 45 سنة بولاية هيسن، "استجبت رفقة عدد من أفراد الجالية إلى نداء الملك الراحل الحسن الثاني، الذي أطلقه في أكتوبر 1975 ، للتطوع للمسيرة الخضراء، دون أدنى تردد ". وأضاف أن المتطوعين المغاربة في ألمانيا تقدموا بطلباتهم للمصالح القنصلية المختصة، وكلهم حماس لخوض هذه التجربة التاريخية، مشيرا إلى أن كل الأسماء التي رافقته في الرحلة مازال يحتفظ بها في ذاكرته وبالصور التي التقطها . وقال التسبعونتي ، الذي كان عاملا بشركة لصناعة السيارات وتقاعد منذ سنتين ، إن المتطوعين كانوا عاملين، فتطلب الأمر حصولهم على تصاريح عطلة استثنائية طبقا للقوانين المعمول بها . واستحضر لحظة وصوله إلى الدارالبيضاء، المحطة الأولى للانطلاق في اتجاه أكادير عبر حافلات كان على متنها عدد هام من أفراد الجالية المغربية، المقيمة في هولندا وفرنسا وبلجيكا والبلدان الاسكندينافية . وأشار إلى أن مجموعته ضمت 15 ألف شخص، شكلت الفوج الاول الذي أطلق عليه اسم "مولاي علي الشريف" ، فانطلق من أكادير نحو طرفاية بشكل منظم زاد من قوة وعزيمة المشاركين لم ينل منها البرد القارس الذي ميز تلك الفترة. وأوضح أن كل فوج كانت فيه 10 نساء ، قمن بدور مهم في جميع مراحل المسيرة فيما اللجنة المكلفة بالتنظيم كانت تتفقد أحوال المتطوعين وتزودهم بكل احتياجاتهم من ماء ومواد غذائية وأغطية مشيرا إلى أن ألمانيا قدمت للمغرب بمناسبة الحدث خزان مياه ضخم وفرن بتقنيات عالية يوفر نحو 40 ألف خبزة في اليوم. وأشار المغربي الريفي، المقيم بألمانيا، إلى أن الرحلة تميزت بأجواء احتفالية بهيجة ، حيث أغنية "صوت الحسن ينادي" كانت تصدح في الحافلات دون توقف وأغنيات وطنية أخرى سجلت بمناسبة الحدث . ووفق التسبعونتي ، تمت إقامة معسكرات نصبت فيها الخيام لاستقبال المتطوعين وممثلي بعثات الدول والصحافة الدولية التي واكبت تغطية حدث المسيرة التي حمل فيها المغاربة الاعلام والمصاحف والزاد. وذكر أن الفوج الأول، الذي كان ضمنه، وصل الحدود مشيا على الأقدام لمسافة 15 كيلومتر، تقريبا، مشيرا إلى أنها كانت أقوى اللحظات التي عايشها، ويستحضرها كلما سنحت الفرصة مع الأبناء والأصدقاء، المغاربة والألمان ، لتقريبهم من دلالاتها واستعادة أهم تفاصيل وخبايا هذا الحدث العظيم.