واش هادي قرية ولا مزبلة بشرية ؟ ما كاين والو شوف بعينك ، واش كاين شي شكل ديال ،بهذه العبارة فتح " أعلبوب " وهو صاحب مطعم شعبي صدره لي مستعرضا فصول محنة ساكنة أركمان مع الفراغ وغياب المقومات من خدمات ومرافق أساسية ، وقد تمت معاينة حجم معاناة ساكنة القرية الميتة على حد اختزالهم للحالة المعاشة والخارجة عن مواصفات ثقافة القرى حيث يعيشون في عزلة شبه تامة من مقومات الحياة ، بدون مستوصف صحي في مستوى تطلعات المواطنين الذين يضطرون التوجه صوب مستشفى الناضور الذي يعاني بدوره اختلالات جسيمة على الصعيد الطبي ،ولا شيئ يذكر من المرافق العمومية من ملاعب رياضية ، اللهم إلا ملعب واحد يسمونه "المرحوم " ،كما لا تتوفر أركمان على دار الشباب ولا على مساحات خضراء أو أماكن للترفيه ، وتعاني كذلك أركمان من غياب النظافة ،إضافة إلى المستنقعات التي أصبحت قلعة للناموس بامتياز ،ناهيك عن الطرق المليئة بالحفر والمغمورة بالأوحال حيث تبقى الأحذية البلاستيكية " البوط " هي الوسيلة الناجعة للوقاية من ادران الأوحال ، كما تعاني الساكنة من تردي خدمات مكتب توزيع الكهرباء جراء الإنقطاع المتتالي لتيار الكهرباء .أ! ما أثناء الليل فتمسي أركمان قرية مصنفة تحت الصفر يبيت فيها الحمقى والمتشردين ، ومن الأمور التي أساءت كذلك لسمعة أركمان وتعمل على تشويه صورتها هو غياب النظافة في الأماكن المخصصة للمأكولات السمكية ، كما أنها لا تتوفر على مراحيض عمومية مما يجعل الناس يتبولون أينما وجدوا ، قرية أركمان صغيرة لكن مشاكلها كبيرة عبارة جاءت على لسان " أعلبوب " وهو يتحسر على الأوضاع المزرية التي تتخبط فيها أركمان ، ناولني فنجانا من الحريرة وهو يقول " فين هاد المسؤولين كنشوفهم غير نهار الإنتخابات " جلست أشرب الحريرة ورائحة الوادي الحار تتصاعد من بحيرة مارتشيكا ، فاختلطت رائحة الوادي الحار مع رائحة البول المتصاعدة مع رائحة الحريرة فقلت مع نفسي " هادي خريرة ماشي حريرة ، الله إفك لحريرة نتاع القرية بخير " حاولت الإنصراف ففجاءني صاحب المطعم قائلا :" والله إلى ما وقفناش وقفة صحيحة حتى تقيسنا لفضيحة " فشاركته كلامه قائلا : من غير المستبعد في يوم من الأيام أن تنتزع قرية أركمان تصنيفها تراثا بسبب رائحة البول المنبعثة من خلف الدكاكين المتواجدة أمام محطة الطاكسيات ومن الروائح المتصاعدة من بحيرة مارتشيكا ! . إن المشاكل المتفاقمة يوما بعد يوم تحتم علينا إمعان النظر فيه! ا وتحليل أسبابها وكشف القناع عن مسبباتها وهذا الفعل أوكد واجبات ساكنة أركمان ،فهمنا واحد ومشترك ولا يجب ألا نعمل ب " حيد على راسي وشقف " ذلك أن الوقت حان لنجابه الموقف بعزم وحزم مسلحين بقيمنا الروحية وغيرتناعلى قريتنا . فهل لساكنة أركمان من طاقة على ذلك ؟