بعد الإطلالة العامة حول قطاع الشباب و الرياضة في الدريوش في المقال السابق, دعونا نغوص في بعض التفاصيل قليلا, ونبحر في جملة من التناقضات العجيبة والغريبة في نفس الوقت, والتي تشكل استثناء فريدا في هذا الإقليم الاستثنائي. على الرغم من الشروط القاسية التي يشتغل فيها رواد دار الشباب بالدريو ش و المنخرطون في النواد الداخلية وفي بعض الجمعيات المدنية التي تنشط بالدار, إلا أن المبادرات التي يمكن من خلالها تحسين ظروف الاشتغال والتعريف بالمشاكل الحقيقية التي يعاني منها القطاع, تعتبر قليلة ومحتشمة, ولم يطرق باب المندوب الإقليمي بشكل رسمي إلا مرة واحدة, حيث بادرت أربع جمعيات تنشط بالدار بطلب حوار رسمي مع المندوب الإقليمي بتاريخ 11 ماي 2015 ( نتوفر على نسخة من هذا الطلب والذي وافق عليه المندوب بعقد حوار رسمي بعد أسبوع من إيداع الطلب ). توجه ممثلوا الجمعيات الأربع وممثل آخر عن نادي داخلي اليوم المحدد للحوار إلى مقر المندوبية حاملين ملفا مثقلا بالمشاكل و الإكراهات, قاصدين المندوب الإقليمي لإيجاد مخرج من الوضعية المزرية والتي طال أمدها, ليتفاجؤوا بغياب المندوب الإقليمي وتكليفه لموظف ينوب عنه . هذا ما لم يرق لممثلي الجمعيات واعتبروه تهربا من المسؤولية, خاصة وقد علموا أن المندوب كان متواجدا بمنزله ولم يكن منشغلا بأمر ذو أهمية. لنتابع القصة قليلا علنا نصل إلى أمر يوضح الأمور أكثر.. فبعد التهرب الرسمي للمندوب الإقليمي من الحوار, كنا ننتظر ردا مستعجلا من طرف الجمعيات المعنية ولو بكتابة بيان تنديدي توضح فيه ملابسات الحوار للرأي العام , لكن هذا ما لم يقع, وتم التراجع عن الخطوة المحتشمة أصلا, لتزداد بعد ذلك الإكراهات والمشاكل خاصة إقفال أبواب الدار بدون سبب أو سابق إنذار.