احتضن فضاء مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بالناظور حفل توقيع كتاب "الضحك الأمازيغي : السخرية في الثقافة الأمازيغية" لصاحبه الأستاذ فؤاد أزروال، في الحلقةِ التّاسعة عشر من سلسلة مدرس وكتّاب المُنظّمة من طرف فرع الناظور لاتحاد كتاب المغرب ومؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بالناظور، وذلك مساء يومه الجمعة الجاري بحضور ثُلّة من الكتّاب والمبدعين والمهتمّين بالشّأن الثقافي بالمدينة. اللّقاءُ الثّقافيّ الذي استطالَ لمدّة تُقارب الساعتين، اسُتهلّ بكلمةٍ افتتاحية ألقاها على الحضور مسيّر الجلسةِ الأستاذُ جمال أزراغيد، جاء فيها تذكيرٌ بالأنشطة الثّقافيّة التي دأبَ على تنظيمها فرع كتاب المغرب بمشاركةٍ وتنسيق مع مؤسسة الأعمال الاجتماعيّة، وتعريفٌ موجز حول مُناسبة تنظيم هذا العرس الثّقافي للاحتفاء بمُؤلَّفِ الأستاذ فؤاد أزوال الذي يدخلُ خزينةَ الإسهامات الثّقافيّة الأمازيغيّة من أدب ودراسة وبحث... وتناول الكلمةَ الأستاذ عبد الرزّاق العمري، الذي ألقى مُداخلةً مُشتملةً على دراسةٍ عميقة، ومحيطةً بجوانبِ المؤلّف ومحاوره، حيثُ تمكّن من العمري من بسطِ قراءته للمؤلّف من زاوية معالجة تيمة الضّحك الأساسيّة التي يتناولها الكتاب، مُحلّلًا المصطلحات التي تدور في فلك "الضّحك" والمتقاطعة معه في الموروث الثّقافي والأدبي الأمازيغي منه السخريّة والتّهكم. وأشادَ الأستاذ العمري، بذكاء الكاتب في توظيف هذه العناصر ومَتْحِهِ من القصص الشعبيّة الأمازيغية، واعتماده على طريقة الطّرح لدى توفيق الحكيم، ومشيرًا إلى إدراج الحيوان واستنطاقه في القصص خاصّة، وهو شكلٌ أدبيّ ليسَ وليدَ اللحظةِ، بل هو ممتدّ في الثّقافات القديمة منها الفارسية في مؤلّف "كليلة ودمنة" على وجهِ الخصوص. وقال المُحتفى به "فؤاد أزروال" في كلمةٍ مُقتضبةٍ بالمناسبة، إن تأليفه لكتاب "الضّحك الأمازيغي" هو نوعٌ من الخروجِ عن المألوف، ومحاولةٌ لطرقِ مواضيع ذات أهميّة لا يُستهان بها إلى جانب الحديث المسترسلِ، والنّضال الطّويل عن تيمات "الهويّة" و"التّراث" و"المقاومة". وأضاف المتحدّث إن الاستمراريّة الرّوتينية في تكرار الأفكار نفسها أصبحتْ متجاوزةً، ويهمّنا في هذا الصّدد تسليط الأضواء على مواضيع طالما هُمّشتْ، ولو يُولَ لها الأهمية التي تستحقّها منها الحفرُ في أعماق التّراث الأمازيغي لفتح نوافذ متعدّدة على الثّقافة الأمازيغية. "الحديث عن الهويّة، والدّفاع عنها موضوع حقّقنا فيه نتائجَ إيجابيّة، وقطعنا فيها أشواطًا متقدّمة" يضيفُ أزروال قبل أن يختم بالدّعوة إلى الاهتمامِ بمختلف عناصر الثّقافة الأمازيغية قبل أن يعفى عليها الزّمن، وتسقط هذه العناصر المهمّة من ذاكرة النّاس. اللقاء الثّقافي، عرف مداخلاتٍ قيّمةً من قِبل الأساتذةِ والكتّاب الحاضرين، تناولتِ الكتابَ بإبداء الآراء والملاحظات، كما أُلقيتْ كلمات في حقّ الأستاذ فؤاد أزروال وما قدّمه للثّقافة الأمازيغيّة خاصّة المسرح الأمازيغي من مجهود محمودٍ وخدمة شريفة وعملٍ ما يزالُ مستمرًا...