بمبادرة من اتحاد كتاب المغرب وبشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، شكل موضوع «الإبداع الأدبي الأمازيغي بين الذاكرة والتخييل» محور ندوة ثقافية وعلمية نظمت على مدى يومين (2 و3 يوليوز الجاري) بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن بالحسيمة. وفي هذا السياق، أكد فؤاد أزروال في كلمة افتتاحية نيابة عن عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن الأسئلة والإشكالات التي طرحتها المداخلات والعروض التي قدمت في هذه الندوة شكلت لبنة أساسية في بناء درس أدبي أمازيغي يواكب الحركية الإبداعية التي تمس كل أجناس التعبير الأدبي التقليدي والمعاصر من شعر ورواية وقصة ومسرح. وأبرز أزروال أن هذا اللقاء، الذي نظم بتنسيق مع مجلس جهة تازةالحسيمة تاونات والمجلس البلدي للحسيمة والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة، دفع بالأدب الأمازيغي إلى تخطي عوائق تدبير الانتقال من مرحلة الشفاهة إلى مرحلة الكتابة والإجابة عن العديد من أسئلة ورهانات المرحلة، وذلك بما حفل به من دراسات وأبحاث لأساتذة وباحثين مشهود لهم بكفاءتهم. وقال إن تطرق هذا الندوة الثقافية والعلمية لموضوع «الإبداع الأدبي الأمازيغي بين الذاكرة والتخييل»، في هذه الظرفية الحاسمة من تاريخ تطور الأدب الأمازيغي بما شهده من إنجازات تتراكم وتتنوع، «لاشك وأنه سيدفع أدباءنا ومبدعينا إلى تحقيق إبداعية أعمق وإلى التفاعل المثمر مع التراث الزاخر في ذاكرتنا الشفوية ومع مختلف منجزات الآداب الإنسانية العريقة والمعاصرة». من جهته، أكد نائب رئيس اتحاد كتاب المغرب، عبد الرحيم العلام، أن هذه الندوة تندرج في إطار اهتمامات الاتحاد بمختلف مكونات الثقافة الوطنية، وكذا في صلب برامجه وأنشطته الثقافية والأدبية، مشيرا إلى أن انتماء فئة واسعة من الأدباء والباحثين الأمازيغيين إلى اتحاد كتاب المغرب منذ تأسيسه كان دافعا أساسيا في تحريك سؤال الثقافة والآداب الأمازيغيين وتطويره. وأبرز أن هذا اللقاء، تميز بحفل تكريمي للشاعر المغربي الحسين القمري، بإلقاء كلمات وشهادات بحقه شارك فيها كل من بشير القمري ونجيب العوفي ومحمد أقوضاض وبيد الله شريق وجميل حمداوي وجمال أزراغيد وإدريس علوش وفؤاد أزروال. وأشار إلى أن برنامج هذا اللقاء تضمن أيضا إقامة معرض للكتاب الإبداعي الأمازيغي وتنظيم لقاء احتفاء بالأدباء المغاربة الفائزين بجوائز «دوزيم» للإبداع الأدبي الأمازيغي، ومعرض تشكيلي أمازيغي شارك فيه كل من عبد القادر السكاكي ومحسن بوزنبو وشعيب أولاد الحاج، فضلا عن حفل توقيع إصدارات أمازيغية جديدة. من جانبه، أشار عبد الله بودرا، نيابة عن رئيس مجلس جهة تازة -الحسيمة -تاونات، إلى أن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي ستساهم في إظهار المؤهلات الفكرية للمبدعين الأمازيغ بالمنطقة يأتي تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى العناية بالثقافة الأمازيغية من خلال إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإدراج الأدب الأمازيغي في التعليم الأولي، وإنشاء العديد من المنابر الإعلامية الأمازيغية، ومنها السمعية البصرية، من أجل الارتقاء بالمنطقة وجعلها قطبا للتنمية الحضارية والقروية في أفق إدماجها ضمن النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الوطني. وكانت الجلسة الأولى نظمت، مساء يوم الجمعة الماضية، بمشاركة كل من أحمد منادي ب»تمظهرات الحداثة في الأدب الأمازيغي المكتوب» ومحمد أقضاض ب»علاقة التوتر بين الذاكرة والتخييل في الأدب الأمازيغي المكتوب» وفؤاد أزروال ب»الأدب الأمازيغي الجديد: المفهوم والخصائص» ومحمد أسويق ب»الأدب الأمازيغي الشعبي وسؤال الحداثة». كما تضمن برنامج الجلسة الثانية مجموعة من المواضيع هي «المسرح الأمازيغي المكتوب بمنطقة الريف» لجميل الحمداوي و»حفريات في ذاكرة المسرح الأمازيغي بالريف» لجمال الدين خضيري و»القيمة الوثائقية للأدب الأمازيغي بالريف» لبلقاسم الجطاري وخصائص الشفوي في الأدب الأمازيغي المعاصر» لمحمد اسكنفل، فضلا عن تنظيم احتفاء بالأدباء الشباب الفائزين بجائزة الإبداع الأدبي الأمازيغي للقناة الثانية. وشملت الجلسة الثالثة «الإبداع الأمازيغي من الشفوي إلى الكتابة، الشاعر ازايكو نموذجا» لعز الدين الخراط و»العودة إلى التراث الشعبي الأمازيغي في الأدب المكتوب بالريف: سؤال الخلفيات والغايات» لقيسوح اليماني و»إيمان، رواية إسبانية حول الريف» لمحمد الولي و»الهجرة في الرواية،الريف نموذجا» لعبد السلام الفيزازي. أما الجلسة الرابعة فشملت مداخلات كل من بشير القمري في «جدل السردي والشعري في ادهار أوبران» وجمال أزراغيد في «الشعر النسائي بالريف من الشفهية إلى الكتابة» وعبد الكريم الجويطي في «مريريدا نايت اعتيق: شاعرة وادي تساوتح» وميمون حمداوي في «المخلفات الرمزية لحرب الريف على الأدب الأمازيغي» وسعيد أبرنوص في «تمظهرات الشفاهية في الأدب الأمازيغي المكتوب بالريف».