أكد المشاكون في ندوة "مزوجة: تاريخ وتراث" على أهمية صيانة والحفاظ على الرصيد الثقافي والتاريخي للشعوب. كما أكدوا على دور هذه العناصر في التنمية الشاملة، وذلك خلال أشغال الندوة التي احتضنتها إحدى القاعات بفرخانة والمنظمة من طرف جمعية النور للتنمية الثقافية والإجتماعية والمجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور. إلى ذلك، شدد ذ. ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي في كلمته على ان هذا اللقاء هو احتفاء بأعلام المنطقة وانفتاح على تنوع وتكامل الرصيد المادي والبشري والعلمي لقصبة فرخانة/ اجنادة، وتكريم لتاريخها وقيمها الحضارية وتراثها ومعالمها العمرانية والتاريخية. كما أكد ذ. عبد الوهاب بنعلي، رئيس الجمعية المنظمة، على ان الندوة تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل وللحفر في الذاكرة الجمعية وتاريخ المنطقة وذاكرتها من خلال جلسات علمية تسلط الضوء على المعالم والأعلام بمزوجة التي طالب بإدراجها في قوائم التراث الوطني. مزوجة: تاريخ وتراث تقدم بداية المهندس علال قيشوح بعرض تقني وتعريفي بقصبة اجنادة عرض من خلاله شروحات ومعطيات وافية حول الوضعية القانونية والهندسية والتاريخية لهذه المعلمة. كما تحدث عن الحالة الراهنة والوضعية التي توجد عليها الأجزاء المتبقية منها. بعد ذلك، تقدم الأستاذ حسن الفكيكي بمداخلة حول قصبة فرخانة كمعلمة تاريخية وريثة لرباط مليلية، وكرمز وتراث تاريخي وثقافي. كما قدم شروحات عن مكونات ووظائف هذه القصبة وما طرأ عليها من تغيرات نتيجة ظروف سياسية وطبيعية؛ متسائلا في ذات الوقت عن العوامل العامة التي كانت وراء الحالة وداعيا في نفس الوقت إلى الحفاظ عليها وصيانتها. من جهة أخرى، قدم المؤرخ انطونيو برافو نييتو، مدير جامعة مليلية، عرضا حول قصبة فرخانة كنموذج للحصون خلال القرن 19. كما قدم معطيات تاريخية حول هذه المعلمة خلال مختلف المراحل والفترات. واعترافا بعطاءاته واسهاماته في البحث العلمي تم تكريم د. حسن الفكيكي من طرف المنظمين الذين أكدوا على الحضور النوعي للمحتفى به على صعيد الدراسات القيمة حول تاريخ الريف التي تعد مرجعا مهما. 2/ إضاءات عن تاريخ فرخانة تحدث في معرض الجلسة العلمية الأولى مصطفى الغديري عن ضربة المدفع التي مددت حدود مدينة مليلة في القرن 19. كما توقف عند بعض المحطات والأحداث التاريخية التي عرفتها نفس الفترة. تلته مداخلة عبدالوهاب برومي حول قصبة فرخانة من التأسيس إلى التخريب مستعرضا في 5 محاور جملة من الشروحات المرتبطة بتاريخ هذه المعلمة وتأسيسها. وضمن نفس المحور تدخل ذ. وسام شهير بمداخلة عن قصبة جنادة ضمن التاريخ الجهادي للريف الشرقي، ثم ذ. فارس مسعودي الذي تناول اليونيسكو والتراث المادي وغير المادي. أما الجلسة العلمية فقد كانت مؤطرة بمداخلات كل من ذ. يوسف السعيدي حول سفح جبل كوروكو في طليعة المقاومة، وذ. اليزيد الدريوش حول معركة سيدي ورياش الأسباب والتداعيات، وذ. عبد الرحمان الطيبي الذي تقدم بقراءة في كتاب " في خندق الذئب ومعارك المغرب لماريا روزا دي مادرياغا"، ثم مداخلة ذ. عبد الله الكموني حول محمد بن عبد الكريم الخطابي قاضيا بفرخانة، وهي المداخلات التي قدمت افادات رفعت غطاء النسيان عن تاريخ وتراث المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة عرفت حضور باحثين ومهتمين. كما قدمت خلالها توصيات وخلاصات الملتقى التي شدد المشاركون على أهميتها وأهمية حفظ الذاكرة وصيانة المآثر والمعالم. كما اقيم على الهامش معرض الكتاب وتنظيم زيارة ميدانية إلى قصبة جنادة والمسجد المركزي الدي يعاد بناءه.