منذ سنوات والشباب المعطل من أبناء الناظور الحاصلين على الشواهد يرفعون شعار "بيع البلدية والعمالة في المزاد العلني". الشعار كان إحالة مُباشرة وإشارة موحيّة إلى ذلك الوضع الذي ألت إليه حالة هاتين المؤسستين. فبعد أشهر قليلة ستكون تجربة المجلس البلدي الحالي أمام المساءلة والمحاسبة الشعبية. وبعد أشهر أيضا، سيقول المواطنون من أبناء مدينة الناظور رأيهم في تدبير الشأن العام المحلي خلال السنوات الماضية. لكن، وحتى قبل أن يقول المواطن رأيه ويحدّد اختياراته ويدلي بصوته، بالنسبة للذين يشاركون في العمليات الانتخابية، آمَا آن الأوان، وقد مرت أعوام على بداية هذه التجربة ولم يتبقى أمامها سوى أشهر معدودة، أن نتساءل حول حصيلة، أفترض مسبقا أنها مفترضة فقط، انجازات ومنجزات إشراف المنتخبون على تسيير دواليب مصالح المواطن الناظوري وتحقيق تطلعاته على أرض الواقع؟ من أين سنبدأ إذن، وقد كثرت وتضخمت هذه الحصيلة وتجاوزت كل التوقعات من خلال حجم "المشاريع" المحققة والتي جعلت من مدينة الناظور مدينة تنافس المدن الأخرى في مستوى خدماتها وجماليتها وعدد أسواقها وحدائقها ومساحاتها الخضراء ومرافقها المتعددة؟ من أين نبدأ والمدينة لا تعاني من أي خصاص في بنياتها التحتية وخدماتها الصحية والتعليمية والثقافية والرياضية؟ من أين ستكون البداية إذن وبلديتنا "بخير"، والقائمون على شؤونها "على خير"؟ وكيف سيقنع طارق نفسه قبل غيره بمنجزات بلدية "بليدة" وقد سميّت ب "الجماعة الحضرية"، وكأن في هذه التسميات حل للمشاكل الكثيرة التي يعيشها أبناء هذه المدينة "المغبونة"؟ بلدية غارقة في أوحالها وأزبالها ونفاياتها وعاجزة عن إخراج الناظور من عنق الزجاجة، حتى أن المعارك "الطرزانيّة" التي ما فتئ طارق يحي يخوضها ضد العمال ورجال السلطة المحلية توقفت. وما أن تدور يَمينُك وتسير بعض الأمتار القليلة حتى تجد بناية عمالة الناظور مُنتصبة وواقفة تُولِي وجهها جهة البحر. هي عمالة بعامل تراجعت في عهده الزيارات الملكية وغالبا ما تم تبرير تأجيل هذه الزيارات بعدم إكمال وإنهاء أشغال المشاريع التي يفترض أن تدشن خلال هذه الزيارات. عمالة بعامل تساءل الرأي العام، إبان تعيينه، حول ما إذا كان سيصلح ما أفسده الدهر. عامل يبدو أنه لا ينتظر سوى إنهاءه لمهامه والتخلص من ثقل المسؤولية دون أن يكون قد قدّم أي شيء لهذه المدينة. إنها باختصار حكاية بلدية وعمالة طال انتظار الساكنة علَّهُما تصبحان كأيّتها البلديات والعمالات الأخرى إسوة بمدن أخرى يلمس فيها المواطن مدى المجهودات أو المنجزات التي تنجز، وحتى وإن كانت ذات أهمية محدودة. انتظار طال أمده وسلطتُنا المنتخبة والوصيّة في سبات عميق. سبات وجمود يجعل تدبير الشأن العام في انتظار أهله حتى لا يظل في مهب الريح، كما ذهبت أدراجه من قبل الكثير من المكتسبات. سبات يحتاج لمن يواجهه ومن يصيح ويصرخ في وجهه. صرخة تبتدئ من هنا ولن نمل من تكرارها.