ستستقبل الساحة الثقافية بحول الله خلال أيام شهر يناير 2015 إصدارا يعد الأول من نوعه بالنسبة لتاريخ إقليمي الناظور والدريوش، من تأليف المؤرخ حسن الفكيكي، ليحتل المرتبة التاسعة من سلسلة مؤلفاته عن تاريخ المنطقة. كتاب متميز في موضوعه وطريقة سبكه، اختار له عنوان: الأطلس التاريخي للريف الشرقي، مباحث في الجغرافية التاريخية. والكتاب بكامل مباحثه تحقيق لعدة أماني ولدت بذهن المؤلف منذ الشروع في شق طريقه نحو البحث الأكاديمي في مستهل سبعينات القرن العشرين. يتجلى هذا التوجه من خلال المعروف الظاهربتصفح إصداراته الثمانية السابقة، علاوة على المستخرج من جولات التحري الميداني المباشر للمواقع التاريخية. شرع في جمع مادة كتاب أطلس الريف الشرقي منذ ما قبل سنة 2006 بالبحث في التاريخي الإقليمي المستهدف منذ ذلك، موقنا أن مجمل السماتالإقليمية الطبيعية والبشرية هو المجال المتكامل لدراسة تاريخ المنطقة برمتها. وفي هذا الاتجاه افتتح الاشتغال في تأليفه منذ تلك السنة خروجا عن خطمسلكه السابق، قصد التفرغ لاقتحام مفازات التاريخ الإقليمي. والملاحظ أن الاشتغال في البحث قد واكب التفكير في الاحتفاء بالذكرى المائوية الأولى لاستشهاد المجاهد الشريف محمد أمزيان يوم 15 مايو 2012، ولم يتأخر اليوم، مستهينا بفوات أوان المناسبة، عن اعتبار إنجاز الكتاب تكريما لتلك الذكرى وخلودها في الذاكرة الوطنية. ومن جهة ثانية لقد عودت تدخلات الأستاذ وكتاباته في العديد من المناسبات الدعوة إلى الأخذ بمبدأ التنمية الثقافية التاريخية، حرصا على مسايرة ما يجري بباقي أجزاء الوطن. فصدور الكتاب الجديد تحقيق جامع لهذين الهدفين. ويبدو من الوهلة الأولى أن التأليف التاريخي عمل جريء ومضني أيضا لتبني صاحبه فكرة إصدارجامع لتاريخ منطقة الريف الشرقي من العصر الوسيط إلى الفترة المعاصرة، مستندا أساسا إلى قراءة الخرائط والرسوم المعاصرة لتلك الفترات التاريخية، واعتبارالحصيلة وثائق جديدة، مساهمتها لا غنى عنها لتركيب تاريخ المنطقة، فمن حيث المنهج تأكدت مزايا توأمة التاريخ بالجغرافية، ومن حيث الموضوع تقديم رؤية مفيدة عن علاقة غرب البحر المتوسط بتاريخ ساحل الريف الشرقي. يتكون الكتاب من حجم ضخم تصل صفحاته إلى 527 صفحة متضمنة سبعة مباحث. موضوع مثل هذا ارتأينا، في انتظار ظهور الكتاب بالسوق، ضرورة الاستباق لتقديم فكرة مختزلة لجمهور القراء والمهتمين. وسنقدم إيضاحات أخرى أكثر إفادة عن أهمية الكتاب ومحتوياته فيما يستقبل من الأيام بحول الله تعالى.