بقلم : الشاعر والكاتب بوزيان حجوط www.facebook.com/hajjout.bouziane (إنني أراهم.. من المحيط الى الخليج فقط ،يلعنون الظلام .. بطريقة رائعة !!! ومن يدري قد يأتي يوم تتأسس فيها حركة لعن الظلام العربية )؟؟ لتحرر فلسطين وكل العالم ...؟؟؟ تمهيد : شخصيا ، لم يكن هدفي في يوم من الأيام في عالم الكتابة ، وتحديدا في فن المقال تحديدا ، أن نكتفي بالسخرية السوداء في انتقاد الأوضاع والسلوكات المنحرفة ومظاهر فساد المجتمع فقط . وبالتالي أعود أدراجي نحو كوخي هادئا ،مرتاح البال وكفى المؤمنين شر الكر والفر. بقدر ما أجد نفسي في " أتون ساحة حرب افتراضية رباعية الأبعاد ، كل شخوصها حقيقيون ، بؤس حقيقي ، تخلف شاسع ، وفساد كارثي الأبعاد ، ومآسي بشرية تكاد لاتوصف ، وجلادون حقيقيون أيضا. إن معركة الكاتب الحق ، وكل الشرفاء ، هي أن نكون ضد " القبح" وضد " التشوه الإنساني المريع ". وضد ثقافة الفساد . قدرنا جميعا ،" أن نجازف قليلا " ونضحي ، أن نرفع أصواتنا العميقة ، أو بالأحرى صوت ريشتنا المشاغبة ، التواقة للعدالة و الكرامة الآدمية. أعترف .. كان لزاما علي الاستيقاظ باكرا على غير العادة، وأن أنام متأخرا، وأنا أحمل أكثر من مشروع أحلام، وأفكار تبشر بكل ما هو جميل وخير وهادف.إنها قلق أحلامنا جميعا، أن نحلم بلا قيود كريهة قربنا، وفي أوطان حرة وحرة وحرة. ومنذ البدء، آمنا ومعنا آخرون كثر، أن لانكتفي كما تفعل – الغالبية الساحقة – فتكتفي بإرسال رسائل احتجاج شديدة اللهجة ، رسائل واهية وتنديد عبر " لعن الظلام "؟؟. وبالمناسبة، فالظلام المتهم ظلما وزورا هو بريء تماما من كل شتائمنا وأحقادنا القبيحة عليه،– هؤلاء من هواة لعن الظلام - ؟ يتواجدون بكثرة على طول خرائطنا العربية . وقد أحببت أن أطلق عليهم لقب : (1)هواة لعن الظلام العرب؟؟ والذي قد يأتي يوم ما سيعلن فيه عن تأسيس جمعية أو حركة لعن الظلام العربية من المحيط إلى الخليج !!!! ومد يدري قد يكون مقرها الدائم : الرباط ، أو القاهرة ، أو صنعاء ، أو في المنامة ، أو الرياض ، أو تونس الخضراء ،أو في الجزائر العاصمة ، أو في الخرطوم أيضا ، أو في بلاد الشام دمشق أو بلاد الأرز بيروت ....أو في الصومال أو جز القمر حتى ؟؟ إنها في نظري المتواضع أسهل الطرق للتملص من روح المسؤولية ، والالتزام الأخلاقي بقضايا الأمة والمجتمع. والمحزن جدا ، بدل أن يصبح السياسيون ورجال الدولة " مشاريع مضيئة " ترى الأغلبية الساحقة منهم ، من أرذل موظف حكومي إلى أرفع منصب وزاري .. يفضل " فلسفة الاسترخاء المريح في الشمس " !!وانتظار معجزات كودو التي لن تأتي البتة. أرى الجميع يحيا ويتنفس ببلادة ، وينتظر حصول مصيبة قومية أخرى وما أكثرها ..لكي يشحذ لسانه الناري والسريع الطلقات واللعنات ..الجميع يبقى طوال حياته قرب السرير كقدر وشر لابد منه ،وهو يلهو بتغيير شفرات واتجاه القنوات الفضائية الحمراء على الأخص !! إنه " يجاهد بطريقته الخاصة " ولو احترقت نصف الأمة ، أو مات نصف الشعب ، أو فقدنا نصف مساحات أراضينا أو أجزاء من بحارنا الإقليمية ، أو تم اختراق ألاف المرات جدار الصوت لأجوائنا المحلية. الأمر سيان ، فقد عاد سعيدا لبيته ، منشرحا وبعدما أن أدى مهمته التاريخية والقومية ، أن لعن الظلام بشدة !! كما يفعل فخامة الرئيس في ذلك البلد الشقيق جدا، وكما يفعل سيادته أمين جامعة العجول العربية التي تراها سباقة – للعن الظلام في وسائل الإعلام ومباشرة على الهواء...أو كما يفعل سيادة وزير خارجية .....والداخلية والشباب ، والاقتصاد والمعادن والصيد البحري ، والفلاحة ، والتعليم ، الجميع في خدمة – لعن الظلام - !!! المهمة المقدسة لديهم ، أن يلعنوا الظلام قبل أن يناموا ، ولعن الظلام أيضا حين يهزم العرب ، ولعن الظلام حين يحتل العراق ، ولعن الظلام حين يفشلون في مشاريعهم الخاصة ، ولعن الظلام حين يأتي الكسوف ليلا ، ولعن الظلام أيضا ، لأن جو السماء غدا ليس ربيعيا كما يشتهون للقيام بنزهة ، ولعن الظلام ، كذلك لأن طبقة الأوزون قد اتسعت أكثر ، وأخيرا لعن الظلام لأن حزب فلان فشل في الوصول للمرة التاسعة على الأغلبية داخل مجلس الشعب ،وليس أخيرا لعن الظلام وبقوة ، لأن حبيباتهم هجرتهم مع رجل آخر دون أن يعرفوا السبب. لعن الظلام أفضل بكثير عند هم من الاهتمام بالتعليم وجودته ، وأكثر من الحرية ونعيمها ، وأكثر من المساواة ومحاسنها المجتمعية ، لايهمهم سوى " التنديد بلعن الظلام ". أما التفكير بطرق أخرى فهو مجرد عبث لاطائل من ورائه، سيصرون ويدعون .أن الخروج من عنق الزجاجة يبدأ من "أساسا من لعن الظلام وبكل قوة وبلا هوادة؟؟؟؟؟؟؟؟؟. ( انتهى العقل هنا عند مشارف المحيط والخليج ؟؟؟؟). .............................. ما زلت أتذكر .........................ذلك اليوم القيا مي ، حين أفقت على أصوات صراخ شديد قرب نافذتي ، فتحت عيني لأكتشف جموعا هائلة تحتل كل شوارع المدينة ، وفي محطات القطارات ، وفي الساحات العمومية و كذا المباني الحكومية ، أفواج بشرية ضخمة تردد بشكل جماعي وهستيري ، لقد كانت " كانت تلعن الظلام !!!!. والمصيبة الأكبر، فقد تم نقل مظاهرات عارمة، وحاشدة بمختلف عواصم البلاد الشقيقة ،عبر شاشة التلفاز. لقد كانت هي الأخرى تردد نفس الشعار المقدس، بنفس الحماسة والقوة. كم كانت صدمتي عارمة، وذهولي شديدا حين تبين لي أن كل هذه الحشود فقط " للعن الظلام " بدل لعن ومحاسبة المسئولين!!عن تفاقم الأزمات الكارثية. لحد كتابة أسطر هذه المقالة – الكاريكاتورية والوقت متأخر جدا " إنها الرابعة صباحا" إلا أني أراهم الآن ما زالوا ما زالوا يلعنون ال ظ لا م. (هام) أرجو من كل أشقائنا العرب ، إن هم فكروا في تأسيس فروع لجمعية أو حركة " هواة لعن الظلام العربية " أن لايتأخروا بإرسال دعوة لي لحضور الجمع العام لهذا الحركة ،كي لا أحرم من مشاهدة فرجة فائقة القتامة على كل حال. مع فائق سلامي المسبق والحار لكل هواة لعن الظلام من المحيط إلى الخليج ؟؟. ----------------------------- كاتب مغربي ساخر