تجوبُ هذه الفرقةُ الغنائيّة مُختلف شوارع مدينة النّاظور تحت الشّمسِ الحارّة على إيقاع عزفها الذي لا ينقضي. عزف خاصّ بآلات بسيطة تصاحبه رقصاتٌ هي في مجملها قفزاتٌ منتظمة.. هذا هو غناء "كناوة" الذي يجدُ لنفسه جذورًا عميقة في الذّاكرة التّراثيّة للمغرب. الفرقةُ التي تنتمي إلى جمعية الفنّ الكناوي بالمغربِ الشّرقي، قادمةُ من مدينة مرّاكش، محضن هذا الفنّ الأصيل إلى جانب فنون أخرى، لتغطيةِ مدنٍ مغربيّة أخرى سواء بالمشاركة في تظاهرات ومهرجانات ومحافل، أو مشيًا على الأقدام بطريقة تقليديّة طلبًا للرّزق عبر مساهمات مُعجبي هذا اللّونِ من الغناء. زارت الفرقةُ مدينةَ النّاظور لقضاء بعض الأيّام، قبل سلكِ وجهةٍ أخرى. وكدأبِها، انطلقتْ في مُختلفِ شوارع المدينة عازفةً لونها الغنائي جماعةً، ومنْ حينٍ لآخر تتوقّف عند سيّارة مركونة في زاوية من الزّوايا لتتمتّع صاحبها بمقطعٍ موسيقيّ قبل أن تتسلّم بضعة دُريهمات، أو مكافأة أخرى. كلُّ شيء مقبول لدى الفرقة الباحثة عن لقمةِ عيشها. الفرقة تعي جيّدًا أنّها لا تعمل من أجل قوت يومها، وإنّما هي في الآن ذاته تُساهم في إحياء فنّ غنائيّ أصيل يعرفه المغاربة جيّدًا ويحبّونه، وتُنظّم لأجله مهرجانات وطنيّة ودُوليّة. في حديث مع ناظورسيتي، كشف الصّديقي، قائد المجموع عن عمل الفرقة الجامعِ بين طلبِ الرزق وإحياء هذا التّراث الغنائي. كما أوضح طريقة عمل فرقته في المهرجانات والأنشطة الغنائية، ذاكرًا مشاركتهم ضمن احتفال استقبال الملك ضمن الزّيارات الملكية التي يقوم بها. وأضاف الصّديقي، أن زيارة الفرقة للنّاظور، تأتي ضمن الزّيارت الكثيرة التي تقوم بها الفرقة حول مدنٍ كثيرة بالمغرب. وأشار في الأخير استعداد الفرقة للمشاركة في أيّة أنشطة أو حفلات تُنظّم بالمدينة إذا ما تم استدعاؤها.