أشعر بالغبن والغثيان عندما تتردد على آذاني شعارات غبية مناهضة للاحتلال متضامنة مع فلسطين ... فيصرخون ويغنون ويرقصون على ألحان غزة الحزينة والسعيدة (غزة عربية اسلامية... نحن قادمون قادمون...بالروح بالدم... نحن صامدون... ) بالله عليكم أين نحن صامدون أعلى موائد الافطار أم على مشاهدة مسلسل غزة الدامي على التلفاز أم بالصراخ بين الجدران الصامتة... وأين نحن قادمون ههههه... نعم غزة ستظل صامدة بأبطالها وكتائبها المقاومة في الميدان ، لأن الارض إستوعبت أن حلبة الملاكمة لا تعترف سوى بطرفين ، الفائز منهم واحد أما الثالث فليس سوى حكم جائر ، يسجل الضربات الممنوعة ويتغاضى عن المشروعة منها ، والعالم في المدرجات يصفق ويهلل ، فربما لا يفقه شيئا في قانون الفن النبيل والسياسة ، أو ربما لا توجد سبورة للتنقيط في الحلبة. كل مرة نتابع اجتماعات الجامعة العربية ، فيجلس كل ممثل في زاويته ليندد ويستنكر العدوان الصهيوني ثم يعود لبيته بعدما يأدي دوره وواجبه الوطني ويتقن اللعبة السياسية ولأننا جبناء ومجتهدون في أداء فلسفة النفاق ، نضحك على براءة الأطفال الأبرياء والنساء الثكالى ، فهناك من يغرد في الاجتماعات ، وهناك من يغرد في الشارع العام ، وهناك من يغرد في مواقع التواصل الاجتماعي . فمتى يوقف التطبيع مع اسرائيل؟؟ ومتى ستفعل لجنة المقاطعة الاقتصادية والسياسية المنشأة سنة 1951 بجامعة الدول العربية؟؟ ولماذا فعلت الجامعة العربية مقولة (إتفق العرب أن لا يتفقوا) ؟؟ولماذا تحلق الطائرات الصهيونية بالنفط العربي؟؟ ولماذا لا يقتدى بالنموذج التركي؟؟ولماذا لا يكون للعرب جيش عسكري موحد يطرد المعتدين؟؟ ولماذا ولماذا ولماذا...... أسئلة محرجة تبقى في ذاكرة الاجيال تتناقلها الالسنة من جيل الى جيل ، تروي جبن وبطش حكامهم وشجاعة أطفال الحجارة ...