انتهى العدوان على غزة بما خلفه من دمار وخراب ودماء وأشلاء وخسارة فادحة تكبدها الاقتصاد الوطني الفلسطيني تجاوزت المليار دولار. انتهى بما خلفه من إعاقات نفسية وجسدية وعاهات مستديمة وما تركه وراءه من يتامى وأرامل وأمهات ثكالى ، بعدما حطت الحرب أوزارها وعادت إلى قواعدها جحافل الطائرات التي دكت قطاع غزة بآلاف الأطنان من القنابل والقذائف حتى بدا المشهد بعدما طلع النهار وانجلى ليل العدوان وكأن زلزالا مدمرا ضرب المكان . "" انتهى العدوان وانطلقت وسائل الإعلام المختلفة في رحلتها من أجل إعداد التقارير حول مخلفاته ، بعدما استراحت البلاد والعباد والطيور والدواب والحجر والشجر من هدير محركات الطائرات والمدرعات وأصوات الانفجارات المتواصلة ليل نهار . انطلقت في اتجاه المناطق المتضررة والأحياء المدمرة لتجمع التقارير الواردة من هناك على اختزال المأساة وكل المعاينات والمشاهدات في عنوان واحد هو : الهمج مروا من هنا ! فما من شيء في غزة إلا واستهدفه العدوان وكل وسائل القتل والدمار استعملت بما في ذلك الأسلحة المحظورة والقنابل الفوسفورية الحارقة والمحرمة دوليا . كل ذلك من أجل كسر إرادة الصمود والمقاومة في نفوس الفلسطينيين ، وما لم ترد سلطات الاحتلال الصهيوني فهمه أو تتجاهله بالأحرى هو أن إرادة المقاومة لدى الشعوب لا تهزم ولا تقهر ولو قتل منها مليون شهيد في يوم واحد . انتهى العدوان بما خلفه من مآسي وآثار سلبية على سيكولجية الانسان الفلسطيني وخاصة لدى شريحة الأطفال الذين سيكبرون وسيكبر معهم حتما حب الجهاد والاستشهاد ، وستكبر معهم الرغبة في الثأر والانتقام لدماء الأبرياء والشهداء وأرواح كل المغدورين الذين أخذوا على حين غرة . وتذكروا هنا دموع ذلك الطفل السوري الرائع الذي بكى من شدة الإحساس بالظلم و" الحكرة " وتوعد أمريكا باقتلاعها من أرضها وجذورها حينما يكبر غدا هو وجيله من أطفال العرب والمسلمين اليوم . وقد سبق لموقع هسبريس أن بث شريط هذا الطفل ولا يزال موجودا بحوزته ، شريط مختوم بعبارة تحمل أكثر من دلالة : دموع اليوم .. سلاح الغد ! ! مما يعني أن أمد الصراع العربي الاسرائيلي سيطول وسيمتد إلى أجيال وأجيال قادمة ، وهذا ما لا يريد فهمه باراك وليفني اللذان جعلا من حملتهما العسكرية الأخيرة على المدنيين الفلسطينيين حملة انتخابية ومنافسة بينهما بإطلاق التصريحات تلو التصريحات واتخاذ قرارات الحرب والسلم اعتمادا على ترمومتر أصوات الناخبين الذي يرتفع وينخفض بارتفاع درجة حرارة الغليان الشعبي بمختلف أرجاء العالم بأسره وهبوطها . مع أنهما في واقع الأمر إضافة إلى ساسة وجنرلات حرب آخرين جميعهم يخدمون أهدافا أبعد بكثير من ذلك وأكبر من أن تختزل في حكاية إنهاء حكم حماس بقطاع غزة والتحضير للانتخابات الاسرائيلية ، وينفذون بالتمويه وكل الخدع السمعية والبصرية مخططات جهنمية وضعتها الحركة الصهيونية العالمية منذ عقود لتحقيق ما يسمى بحلم اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات . انتهى العدوان الذي ستظل لعنته تطارد الكثير من الأنظمة العربية بكل تأكيد ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال لمليار دولار أن يمسح الفضيحة والعار ! ! ! انتهى العدوان وما على أهل غزة الصامدين على أرضهم إلا أن يلملموا جراحهم بأسرع وقت ممكن مستعينين بالله وقوته ، ويبدؤوا حياتهم من الصفر ويواصلوا مشوار التحدي والدفاع عن الإسلام ومقدساته نيابة عن هذه الأمة المهزومة بكامل جيوشها وأنظمتها الحاكمة . لتبدأ إذن على بركة الله جهود إعادة الإعمار ومعالجة آثار هذا الدمار النفسي والمادي المهول ، لكن بشرط أن لا تمر الإعانات والشيكات المالية الضخمة الممنوحة لشعب غزة من أمام أعين وأيدي لصوص السلطة الفلسطينية وكبير حرامييها أبو مازن الذي أصيب على ما يبدو بالدوخة ( وسأقول لكم لماذا ) بقمة الكويت الفاشلة بكل المقاييس . تلك القمة / المهزلة التي ظهر فيها الشقاق رغم النفاق وحرارة العناق بين أقطاب الحكم العربي المتصارعين حول الزعامة وفرض المواقف والتوجهات العامة . أصيب عباس بالدوخة كما قلت وسال لعابه من دون شك في قمة الكويت الاقتصادية (..) وهو يدون على دفتر حساباته الشخصية وحسابات معاونيه والمقربين منه أرقام ما تبرع به الأشقاء العرب لصالح أهل غزة المتشبثين رغم كل شيء بحركة حماس ورموزها وبحكومة اسماعيل هنية المنتخبة شرعيا ودموقراطيا بشهادة العالم أجمع . في نهاية هذه الكلمات التي أكتبها بدم كل الشهداء والأبرياء الذين سقطوا على ساحة الشرف والكرامة بقطاع غزة ، أقول لكل ظالم جبار بدءا بجورج بوش الكلب الميت الذي ألقى به بالأمس وبإدارته المجرمة عهد أوباما الجديد إلى مزبلة التاريخ ، مرورا بكبار سدنة الكيان الصهيوني الغاصب ، وانتهاء بكل حاكم عربي مد يد العون بشكل أو بآخر للصهاينة والأمريكان في عدوانهم الغاشم على أمتنا وأهلنا في غزة .. لهؤلاء جميعا أقول على لسان كل طفل فلسطيني وكل طفل عربي ومسلم أن نهايتكم ونهاية حضارتكم الهمجية قد اقتربت ونهاية الأنظمة الموالية لكم قد أوشكت بدورها على الانهيار ، وأتلو عليهم جميعا فقرة من قصيدة شعرية تتوعدهم بالثأر منهم والانتقام في يوم من الأيام : مهما خيم عتم الليل راح يطلع ضوء النهار عمرك يا ظالم مايطول وراح نأخذ بالثار