اعتبر الصحفي الإسباني إغنَاسيُو سِيمبرِيرُو، المتخصص في العلاقات بين مدريد والرباط، أنّ حفاوة الاستقبال التي حضّرها الملك محمّد السادس لاستقبال العاهل فيليبي السادس بالعاصمة المغربيّة "تكشف عن الدفء الذي يعم الارتباط بين المغرب وإسبانيا". وقال نفس الصحفي، الذي تحوّل من الاشتغال لصالح جريدَة "إلبَايِيس" إلى الكتابة لغريمَتها "إلمُوندُو"، إنّ ملك المغرب قد سبق هذه الحفاوة ب "تقديم هدايا أخرى غير بارزة"، وأنّها "تكشف عن العلاقة الحميميّة بين الأسرتين الملكيّتين".. ذاكر من بينها "حماية مليليّة" و"إخراس أصوات المطالبين برحيل الإسبان عن الثغور التي يبسطون فوقها سيادتهم بشمال المغرب". ووفقا لنفس المصدر فإنّ التراجع ضمن خطوات المناوئين للتواجد الإسباني بمليليَّة، وإن كان إزعاجهم الحقيقي قد توقف منذ سنوات، إلاّ أنّه جاء بمستجد أكثر إراحة للإسبان، قبل شهر، حين أعلن يحيَى يحيَى عن حلّ لجنته ووقف أنشطتها عقب أحكام السجن التي طالته وعناصرها. "المغرب يقيم سياجا شائكا يحمي ثغر مليليّة، كما أنّ عناصر القوات المسلحة الملكيّة والقوات المساعدة تأمّن محيط المدينة.. إلى جوار ذلك حُكم على يحيى يحيى، رئيس لجنة المطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما بالسجن لثلاثة أشهر موقوفة التنفيذ، بينما يُعتقل الناشط سعيد شرامطي، عضو ذات اللجنة، ل18 شهرا بناء على حكم قضائيّ.." يورد سِيمبرِيرُو في مادّة نشرتها "إلمُوندُو" في أول أيام زيارة ملك إسبانيا الجديد للمغرب. ذات الصحفيّ أورد بأنّ القيمة المالية للسياج الذي يقيمه المغاربة حماية لمليليّة من هجمات المهاجرين "تبقى غير معروفة".. عارضا ضمن مادّته تصريحات للحقوقي شكيب الخياري يقول فيها إنّه من المرجّح أن يتخطّى علو "الحاجز الجديد" الأمتار الثلاث باعتباره ثالث معيق لمحاولي النفاذ للثغر بالقوّة.. وزاد سِيمبريرُو أن هذه الخطوة تعدّ استكمالا لهدَايا المغرب التي شرعت في البروز منذ عام 2005 الذي شهد إرسال عناصر عسكرية، وأخرى شبه عسكرية، لتأمين محيط مليليّة. وقد اعتبر سمير بنيس في حديث لهسبريس، وهو رئيس تحرير موقع Morocco World News، أن المغرب عمد إلى تجميد المطالبة باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، سعيا منه إلى الحفاظ على الطفرة المتميزة التي شهدتها العلاقات بين البلدين خلال العشر سنوات الماضية". ولتوضيح هذه الفكرة أبرز بنيس أنه في ثمانينيات وتسعينيات القرن القرن الماضي، وخلال السنوات الأولى من الألفية الثالثة، دأب المغرب على تجديد المطالبة بالمدينتين بشكل علني سواء في الخطابات المكلية أو في مختلف المحافل الدولية، على رأسها الأممالمتحدة". وسجل المحلل أنه "حاليا بات هناك حرص من المغرب على عدم استعمال هذا الورقة في علاقاته مع الجارة الشمالية"، مشيرا إلى أن "المغرب عمل على عدم طرح هذا الملف الشائك، على الأقل بشكل علني، خلال اللقاأت الثنائية التي تجمع مسؤولي البلدين".