انتقد المستشار البرلماني يحيى يحيى، متزعّم اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليليّة والجزر التابعة لهما، إقدام وزير الدّاخلية الإسبانيّ، خُورخِي فِيرنَاندِيز ديَاثْ، على تخطّي بوابة المعبر الحدودي لمليليّة مع بني انصار، أمس، وتلقيه شروحات من حكّام الثغر الذي تحتلّه إسبانيا قدّمت للمسؤول بالحكومة المركزية لمدريد فوق حيز ترابيّ تبسط فوقه الدولة المغربية سيادتها.. وأدان يحيى هذا التصرّف باعتباره "غير مسؤول". وقال يحيى، في اتصال هاتفي مع هسبريس، هذه إهانة أخرى توجّه للمغاربة من لدن الإسبان ووسط صمت تام من المسؤولين الحكوميّين المغاربة الذين يسمحون بمثل هذه التصرّفات التي تمسّ كل المتوفرين على غيرة تمنعهم من تقبل الإساءات المتوالية للباصمين على آخر احتلال بالقارّة الإفريقيّة. وكان خُورخِي ديَاثْ، وزير الدّاخليّة الإسبانيّ، قد حلّ أمس بثغر مليليّة لأجل مساندة حكومتها المحلّية في مساعيها للحدّ من اشتداد مدّ اقتحامات المهاجرين غير النظاميّين القادمين من دول إفريقية بجنوب الصحراء الكبرى للسياجات التي تحيط بالمدينة المحاذية لبلدية بني انصار.. إذ جال الوزير الإسباني بعدد من مقرات المؤسسات المتواجدة بمليليّة قبل التوجّه لمعبر بني انصار والوقوف لتلقي شروحات، قدّمها من عبد المالك البركاني، مندوب حكومة مدريد بالثغر، وخُوصِي إمبروضَا، رئيس الحكومة المحليّة لمليليّة، بحضور ضباط أمنيّين مغاربة. "إن كانت الحكومة المغربية موافقة على هذا الإجراء فإنّه كان حريا بالمسؤول الإسباني أن يعبر نحو بني انصار بطريقة قانونيَة لا استثناء فيها، لا أن يُعامل وكأنّه ما يزال فوق الأراضي المغربيّة المستعمرة" يقول يحيَى يحيَى قبل أن يزيد ضمن ذات التصريح لهسبريس: "هل يمكن لأي مسؤول مغربيّ أن يتخطّى بوابة المعبر الحدوديّ، كما فعل خُورخِي ديَاثْ، دون أن يُلزم باستيفاء كافّة إجراءات العبور وختم جواز سفره؟.. هذا ما لا يمكن تحقّقه بالجانب المحتلّ من الأراضي المغربيّة". صحيفة "إلمُوندُو" الإسبانية نشرت صورة لولوج وزير داخلية مدريد معبر بني انصار الحدودي، حيث كان محاطا بمسؤولي التدبير المحلي للثغر، وقبالته ضابط شرطة مغربي، مشارك ضمن ما يجري، ويصغي بإمعان لكلّ ما يقال.. واعتبر يحيَى أنّ السيادة التي يفرضها المحتلون فوق مليلية وسبتة والجزر التابعة لهما ينبغي أن "يُشعر المغاربة باتساع مجالها الجغرافي إن كان ذلك قد تمّ"، واسترسل: "الحكومة المغربية مطالبة بتوضيحات يوافى بها الرأي العام الوطني عموما، وساكنة جوار مليليّة على وجه التحديد، بعيدا عن هذه المواقف السلبيّة التي لا تخدم غير الاستعمار والساهرين على إطالة عمره". ويرى ذات البرلماني، عضو الغرفة التشريعية الثانية المغربية، وفقا لتصريحات سابقة نشرتها هسبريس، أن حكومة الرباط، عبر وزارة العدل والحريات، "منخرطة في حملة لإخراس منتقدي التواجد الإسباني بسبتة ومليلية والجزر التابعة لهما"، إذ قال يحيى، بصفته داخل التنظيم الذي يتصدّره للمطالبة ب "تحرير الثغور"، إن اعتقال الناشط سعيد الشرامطي ومحاكمته، زيادة على استدعائه للمثول أمام العدالة لاحتجاجه بباب مليلية دون ترخيص، هو جزء من هذا المسعَى.. ويشاركه في ذلك كل من محمد زيان وعبد المنعم فتاحي، محاميا التنظيم، اللذان سبق لهما التصريح بذلك لهسبريس. تعليق