استكمالا للعمل التطوعي الذي بدأته ساكنة أيت تعبان(التابعة لجماعة بودينار عمالة الدريوش) لتنقية مقبرة القرية من الأشجار الكثيفة والأعشاب الضارة والأشواك، بعيدا عن الإتكالية و انتظار المسئولين أن يأتوا للقيام بمهمتهم التي ينص عليها القانون المغربي الذي جعل أمر المقابر في يد الجماعة لصيانتها والإصلاح، بعيدا عن كل هذا، فالساكنة تؤمن أن هذه الأعمال المبنية على مبدأ ثاويزا التي كان أجدادنا يلجأون إليه لحل كل المشاكل التي يمكن أن تصادف الحياة الجماعية والفردية للساكنة هي الحل فهكذا أشياء. توافد العشرات من الساكنة بمختلف الأعمار لتلبية نداء القرية في الساعات الأولي صباحا،غير مبالين للزخات المطرية التي تتساقط ولا للرياح القوية بل كان همهم الواحد هو التشبث بخطى الأجداد وتكملة العمل الذي بدؤه،وكل من لبى النداء جاء وفي يده أداة ليستعملها للعمل بها من مناجل وفؤس وشاغوب( ثازث) وبعض المناشير الكهربائية... هذا ما يسمي بثاويزا التي تتشبث بها ساكنة أيت التعبان منذ القدم،وما الأعمال التي قامت بها بفضل الروح الجماعية لخير دليل على أنها علي خطي الأجداد وبعيدا عن الإنتضار و فتح الأفواه والإدعاء بالقوة سواء العددية أو بامتلاك المال،بل هذه الساكنة دائما ما تصلح وتفعل ما يخص القرية انطلاقا من وعيها أن العمل الجماعي هو الحل ومن بين الأشياء التي استطاعت الساكنة فعلها بالاعتماد على نفسها مشروع الماء الصالح للشرب وكذلك الطريق الذي يربط القرية بالساحلي. يعتبر اليوم الذي يكون فيه عمل من أجل القرية كأنه عيد لدي الساكنة لأنهم يتركوا كل أعمالهم الخاصة ويأتوا للعمل الجماعي في جوي أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه رائع لأنه تجد الشيخ والفتي يتعاونون على قطع أو نقل ما تم قطعه بضحك وسرور وبهجة، وتجد الشباب يعملون بكد و إخلاص ودائما ما يطلبون من الأكبر سنا الجلوس فقط. هذه هي ساكنة أيت تعبان التي ترفض الجلوس والإنتظار بل دائما ما تحمل المبادرة وتسعى للوصول إلى ما تريد عن طريق العمل و المثابرة.