تعتبر قرية أيت تعبان (تيزى- إمسعون) التابعة لجماعة بودينار بإقليم الدريوش مثال يحتذي به عندما يتعلق الأمر بالعمل الجماعي لمصلحة القرية. في هذه القرية لا تحتاج للمال ولا المكانة لكي يكون كلامك مسموعا، ولا تحتاج لمستوي دراسي ولا ثقافي ليلبى ندائك من طرف الكل، سواء كانوا من رجال التعليم أو الفلاحين، كانوا من التلاميذ أو الطلبة، ما تحتاجه في هذه القرية، بعض الكلمات عند الانتهاء من الصلاة بالمسجد، بحيث بتوجيه منك للمصلين وتنادي أن القرية تحتاج إليكم في عمل ما، حتى تجد أفواجا من الساكنة تلبي للنداء بكل فرح وسرور. هذا ما يسمي بثاويزا عند الأمازيغ التي تتشبث بها ساكنة أيت التعبان منذ القدم، لم تتخلى عليها رغم ما يحاك ضد الأمازيغ لنيسان أنفسهم وثقافتهم، بل هذه الساكنة عرف عليها في السنوات الأخيرة أنها متشبثة بثويزا كما لا يتصوره أحد. صبيحة فاتح فبراير كان موعد الساكنة مع النداء الذي نادت به القرية من أجل تنقية مقبرة القرية من الأشجار الكثيفة والحشائش والأعشاب الضارة، فتوافد إلى المقبرة أبناء القرية بكل فئاته شيوخا وشبابا أطفالا وذلك في جو أخوي يعبر عن التفاهم والتماسك الذي يعيشه أبناء القرية فيما بينهم.