خرجت ساكنة إشنيون"إجطي" مؤخرا بشكل إحتجاجي على ملف مطلبي يتضمن العديد من المطالب العادلة و المشروعة مثل" الإعدادية، الماء الصالح للشرب، ومستوصف ..."، وما أثار انتباهي مطالبتهم بتحويل الطريق الذي يمر في مجموعة دواوير ليمر عليهم ليستفيدوا منه أما الباقي فليس مهمين إن بقوا مهمشين و معزولين في جبال الريف،كل هذا يطلبونه بحجة أن رئيس جماعة بودينار غير مساره ليمر على قري أخري ،لأنه (الرئيس) فعل ذلك بسبب كره لقرية إشنيون و يعاديها ويولي ظهره لها كأن هذا الرئيس صرف ميزانية الجماعة على دوار معين و أستثني إجطي . وبصفتي أحد أبناء المنطقة فلابد أن أوضح بعض النقاط حتي لا تأخذ منحي أخر،وتكون الخاسرة الأكبر منطقة تمسمان التي نسعى أن تتحد دواويرها لتكون كتلة واحدة للدفاع عنها و إخراجها من التهميش الذي تعاني منه من طرف المسئولين ،ولنبتعد على الصراعات القبلية التي تخدم المخزن فقط. الحجة التي يتشبثون هؤلاء المحتجين الذين يتهمون رئيس جماعة بودينار بتحويل مسار الطريق هو أسم الذي أطلق على الدراسة "بودينار – سيدي إدريس" ولكن هم يزيدون فيه بعض التغيرات من قبيل المار على "قرية أجطي" وكل هذا يستدلون عليه بوثيقة أجابت بِها وزارة التجهيز عندما راسلوها لفك العزلة على قريتهم ،تضمنت تلك الوثيقة أن هناك طريق سيربط بودينار بالساحلي سيمر على قرية إجطي،ولكن هذه الحجة غير كافية لأن الدولة لا يمكن أن تقوم بمشروع من الرباط بدون معرفة تضاريس وجبال و كذلك المناطق التي تعاني أكثر في تلك الجماعة التي تحاول التخفيف عنها شيء ما. وهذه بعض الحجج يحتجون بها كل مرة: أولا تغير مسار الطريق من طرف رئيس جماعة بودينار بعد أن تم الإطلاع عليه من طرف الملك في قرية أركمان سنة 2008: نعرف جيدا أن الدولة بالمغرب دولة ملكية و لا يمكن لأحد تغير شيء تم المصادقة عليه من طرف أعلى سلطة في البلاد المتمثل في الملك ، لا يمكن حتى لرئيس الحكومة تغير ولو جزء بسيط مما صادق عليه الملك وما بالكم لرئيس جماعة قروية تعتبر في معادلة المخزن تساوي الصفر أن يغامر بمنصبه ونفسه ويغير مسار الطريق، الجماعة هي شريك في هذا الطريق ومن حقها أن تعطي مسار يستفيد منه أكثر عدد ممكن من الدواوير وهذا ما فعلته ونحيها رغم اختلافنا ونقدنا المتواصل لها،ولتعلموا أن التقرير الذي أرسلته الجماعة و الذي صادق عليه الملك كان يحمل المسار الذي سيمر منه الطريق حاليا وليس المسار المزعوم من طرف ساكنة إجطي. ثانيا المسار سيدي إدريس – بودينار كل سكان تمسمان يعلمون أن "سيدي إدريس " لا يبتعد على "سيدي صالح " سوي كلمتر أو أثنين،ويعلمون كذلك أن البرنامج الأول لفك العزلة عن العالم القروي قد أنجر الطريق الرابط بين سيدي صالح وبودينار المار على أيت مرغنين إذن فكيف للدولة أن تنجز طريقين لا يبتعدان سوي كلمترين عن بعضهما البعض، كيف ستفعل ذلك والغرض من هته الطرق هي فك العزلة على أكبر عدد ممكن من الدواوير . ثالثا: الشرعية العددية كلما تحدثت ساكنة إشنيون وإلا قالوا أنهم يملكون أكبر نسمة في جماعة بودينار وأن هذا العدد الهائل من السكان عيب وعار على المسؤول حرمانه من الطريق وإعطائه لدواوير لا يسكنها ربع ما يسكن دوارهم، وهذه الكذبة التي يقلونها يستمدونها من إحصائهم لسكان قريتهم و أنهم وجدوا هناك 9000 نسمة تسكن هذا التجمع السكاني . نحن نعرف من إحصائيات الدولة بالمغرب أن عدد سكان جماعة بودينار هو 11324 نسمة موزعة على عدة دواوير (أيت تعبان، أسعيدة، أيت تيار،بومعاذ،إفسين، أخشاب نومغار،ميجين، بودينار المركز، معمران، إجطي (إشنيون)..) هؤلاء يكونون الرقم الذي ذكرته سابقا ولكن إذ اعتبرنا أن نسبة سكان إشنون التي يتغنون بها فسيبقي من هذا العدد 2324نسمة وهذا العدد نصفه يسكن في بودينار المركز الذي يتجاوز عدد سكانها بطبيعة الحال 1500 نسمة وتبقي 824 نسمة و هذا العدد يجب زيادة له 432 للحصول على عدد سكان قرية أيت تعبان 1250 نسمة وتبقي لدينا دواوير بدون سكان حسب إحصاء إخواننا في إجطي. ولكن الحقيقة تظهر في هذه الصورة أما الخرجات المتتالية لإشنيون فنعرف أنها لن تنفعهم بل ستضر بعض الدواوير فقط ، لأن لو افترضنا أنهم قادرون على تغير مسار الطريق بالاحتجاج فحتى الدواوير الأخرى ستحتج وهي مستعدة لفعل ذلك وستغير الطريق كذلك مما سيجعل المخزن يتراجع على مشروعه ويترك الدواوير تتقاتل بينها، ربما هذا ما تريده ساكنة إشنيون. الآن الطريق قد صودق عليه وميزانيته قد خرجت و هو في طور الإنجاز….فهل سنكون سدا منيعا من أجل منع هذا المشروع و ننتظر 10 سنوات أخري من أجله كما انتظرنها من قبل أم سنستفيد من هذا المشروع ونطلب المزيد لفك العزلة على منطقتنا. المشكل لو كان المشروع في طور الدراسة لقمنا بطلب ولناضلنا من أجل أن يمر على كل الدواوير ولكن الآن المشروع طرح للمقاولين فكيف لنا أن نطلب بتغير مساره الذي حدد من قبل وصادقت عليه وزارة التجهيز وأصبح للمشروع ميزانيته الخاصة. لن نترك حقنا كيفما كانت التضحيات التي سنقدمها، نعرف أن الدفاع عن حقنا سيكون المخزن جد فرح لأنه يريد مثل هكذا صراعات بين القبائل بالريف، ولكن لا نملك خيار أخر عندما يريد أحدهم سلب حقنا بداعي الشرعية العددية التي خلقها لنفسه فقط وليست حقيقية، لا خيار لدينا عندما نري البعض يردون حرمان أكثر من 7 دواوير من طريق ويستفد هم فقط من هذا الطريق، كنا نتمنى أن يطالبوا بحقهم ألا وهو ربط قريتهم بالساحلي (التي لا تبعد سوي كلمتر واحد عنه) لنصطف معهم ونساندهم في طلبهم الشرعي… لو كنت أنتمي لقرية لن تستفيد من هذا الطريق لالتزمت الصمت حتى لو تم فعلا تحويل مسار الطريق لأنني أري مصلحة الجماعة فوق مصلحتي….أريد فك العزلة على من يعيشون العزلة. وليس من يعيشون على حافة الطريق الساحلي المعزولين بل المعزولين هم يعيشون في الجبال. أنا لست ضدكم ولن أكون بل ضد إيقاف مشروع في طور الإنجاز وانتظار سنوات أخري من أجل الاستفادة منه. أتمني أن تفهموا قصدي و أن تفهموا أن أيت تعبان ليست ضد إشنيون بل نحن نطالب بما هو مناسب في هذه المرحلة ولا نريد تأجيل ما هو موجود للمستقبل (كما يقول المثل لا تبدل الحاضر بالغائب).