نظم الاتحاد الاقليمي لنقابات الدريوش والناظور المنضوي تحت لواء التوجه الديموقراطي داخل الاتحاد المغربي للشغل يوما دراسيا بدار الشباب بميضار (اقليم الدريوش) يوم السبت 01 فبراير 2014 تحت شعار " من أجل عمل نقابي ديموقراطي وكفاحي"، شارك فيه العشرات من الموظفين المنتمين للإقليمين، ووزعت أشغاله على فترتين: الفترة الصباحية، شهدت إلقاء عرض من طرف الكاتب الوطني للجامعة الوطنية لعمال وموظفي الجماعات المحلية السيد سعيد الشاوي حول " العمل النقابي أهداف ومبادئ"، حيث استعرض السيد الشاوي سياق بروز العمل النقابي دوليا ووطنيا والتيارات الفكرية التي تخترقه، واستفاض في مناقشة الوضعية الراهنة للممارسة النقابية بالمغرب، مشيرا في نفس الوقت إلى المبادئ الأساسية المؤطرة للعمل النقابي الديموقراطي وعلى رأسها الجماهيرية والتقدمية والديموقراطية والاستقلالية والتضامن ...، والأهداف الآنية التي يضعها النقابيون الديموقراطيون ضمن برامجهم والمتمثلة أساسا في تحسين ظروف عمل العمال والموظفين، إضافة إلى الاهداف الاستراتيجية المتمثلة في القضاء على الاستغلال والاضطهاد. بعد ذلك تم فتح المجال أمام الحاضرين الذين أغنوا الموضوع بمداخلات قيمة صبت في اتجاه تشخيص الحالة الراهنة للنقابات بالمغرب والصراع الذي تعرفه هذه النقابات بين اتجاه ديموقراطي وكفاحي يناضل من أجل وحدة الطبقة العاملة وتحقيق مطالبها الآنية والاستراتيجية، واتجاه بيروقراطي فاسد ومتعاون مع الباطرونا يستخدم الطبقة العاملة لأغراض انتهازية. كما تم طرح العديد من التساؤلات حول سبل تطوير العمل النقابي الديموقراطي والتصدي للهجوم الذي تتعرض له الحريات النقابية من طرف الدولة. فترة بعد الزوال، بعد وجبة الغذاء كان موعد المشاركين في اليوم الدراسي مع عرض مهم حول " الحماية الاجتماعية وإشكالية أنظمة التقاعد والأزمة المفتعلة" أطره الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي والعضو في اللجنة التقنية لإصلاح أنظمة التقاعد السيد محمد هاكش، حيث تطرق في البداية الى مفهوم الحماية الاجتماعية و المبادئ الاساسية التي تقوم عليها والمتمثلة في: الحق، الانصاف ، التضامن ، العدالة الاجتماعية، مسؤولية السلطات العمومية . ليصل إلى إشكالية انظمة التقاعد و الأزمة المفتعلة حيث قدم بعض المعطيات المتعلقة بالصناديق الخاصة بالتقاعد ك CMR – CIMR – RCAR – CNSS و طبيعة نظام التقاعد بالمغرب الذي يتسم بالتشتت وعدم التجانس وغياب التمثيلية النقابية و تعدد الوصاية، ليؤكد في نهاية عرضه على أنه لا توجد أزمة في أنظمة التقاعد، بل الأزمة تعيشها صناديق التقاعد وهي جزء من أزمة النظام بشكل عام، وان الدولة تهدف من خلال إفتعالها لهذه الأزمة إلى تطبيق إملاءات صندوق النقد الدولي الهادفة إلى تخلص الدولة من إلتزاماتها تجاه صناديق التقاعد، معتبرا أن الاصلاح المزعوم لا يخدم سوى مصالح الباطرونا وكبار البرجوازيين ويضرب في العمق حق العمال والموظفين في التقاعد المريح والحماية الاجتماعية بشكل عام. وفي معرض تفاعلهم مع عرض السيد محمد هاكش تساءل المتدخلون عن سبل تحقيق البدائل المطروحة وتصور التوجه النقابي الديموقراطي بخصوص هذا الموضوع، والإمكانيات المتاحة لصد الهجوم الذي يتعرض له حق العمال والموظفين في الحماية الاجتماعية. هذا وعمل المنظمون على توزيع ملف على الحاضرين تضمن دراسة شاملة حول أنظمة التقاعد من إعداد السيد محمد هاكش ومقالات أخرى حول نفس الموضوع، إضافة إلى بيان الاتحاد النقابي للموظفين وملصق الاضراب الوطني والمسيرة الوطنية ليوم 06 فبراير 2014 التي ستنظم بالرباط. ليختتم اليوم الدراسي على وقع شعارات صدحت بها حناجر الحاضرين " نقابي وراسي مرفوع مامشري مامبيوع" بالوحدة والتضامن لي بغيناه يكون يكون".