بعد فتح المدعي العام لتحقيق قضائي في السياج الفاصل لمليلية مع المغرب.. رئيس حكومتها يتذرع ب1500مهاجر يختبئون في غابات مغربية. عِقب استجابة المدعي العام الاسباني للجمعيات الحقوقية، وفتحه تحقيقا في قانونية السياج، تذرع مندوب حكومة مليلية السليبة، عبد المالك البركاني، أمس الثلاثاء، في دفاعه عن بقاء السياج، ب"1500 مهاجر من جنوب الصحراء يتواجدون بالغابات المتاخمة للمملكة المغربية في انتظار دخولهم إلى مليلية" المستعمرة. تحقيق قضائي فتحت النيابة العامة الإسبانية تحقيقا حول الجهات الرسمية التي قامت بتثبيت شفرات في الجدار السلكي الفاصل بين مدينة مليلية المحتلة وباقي الأراضي المغربية، واعتبرت ذلك عملا يمس بحياة المهاجرين الذين يرغبون في التسلل الى هذه المدينة. وكانت وزارة الداخلية الإسبانية قد قامت مؤخرا بتثبيت شفرات حادة في الجدار السلكي الممتد على عدة كلم، بهدف وقف عمليات تسلل المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون التسلل الى مليلية يوميا. وقد استعملت اسبانيا هذه التقنية خلال السنوات الماضية إلا أنها تراجعت عنها سنة 2007، بعدما لقي الكثير من المهاجرين حتفهم خلال عمليات التسرب ليلا. ولكن وزارة الداخلية عادت منذ أسبوعين لهذه التقنية التي تصفها المعارضة السياسية والجمعيات الحقوقية بأنها "جريمة ضد الإنسانية"، لأن "المهاجر الذي جاء من مالي والنجير والكاميرون لن يتراجع أمام شفرات تفصله عن مليلية". وترى أن تثبيت شفرات يعني عملية قتل ربما تصل الى القتل العمد لأن الجميع يدرك أن تلك الشفرات في الجدار ستقود الى الموت. الجمعيات الحقوقية، التي رأت أن تثبيت شفرات على الجدار يعني عملية قتل قد تصل الى القتل العمد لأن الجميع يدرك أن تلك الشفرات في الجدار ستقود الى الموت، لم تنتظر نتائج التحقيق القضائي، وبدأت اليوم بسحب الشفرات من الجدار السلكي. البركاني مصر على إبقاء السياج عبد المالك البركاني، مندوب الحكومة الاسبانية بمليلية السليبة، قال في أول رد فعل له، بعد قرار المدعي العام فتح تحقيق، تحجج بكون 1500 مهاجرا من جنوب الصحراء، يتواجدون بالغابات المتاخمة للمملكة المغربية، ويتحصنون فرصة دخولهم إلى مليلية. وأضاف المتحدث في مؤتمر صحفي، نظم عقب إعطاء الانطلاقة لأيام التوعية الصحية، أن الأمر يتعلق بأشخاص "يائسين" يبحثون عن فرصة عبور السياج المزدوج، كما حدث يوم الثلاثاء والأربعاء حين حاولت مجموعة مكونة من ألف مهاجر سري الدخول إلى مليلية المحتلة. لكن قوات الأمن المغربية كانت لهم بالمرصاد. ولم يخفي ممثل الحكومة بأرض المغرب المستعمرة "الضغط الكبير الذي تعيشه مليلية بسبب التزايد الكثيف للمهاجرين"، مضيفا أنه وجب إتخاد تدابير لمكافحة التسلل كوضع سياج مزدوج به موانع على شكل شفرات حادة تصعب مهمة العبور. وذلك بهدف القضاء على الهجرة غير الشرعية. كما كان حاسما في جوابه المتعلق بموقف الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية، والتي قد تعارض هذه الفكرة، وقال " إن الأمر يتعلق بتعزيز المراقبة بالحدود. وبالتالي ضمان سلامة سكان مليلية". واسترسل عبد المالك أبركان حديثه بالقول إن "مراكز الإقامة المؤقتة للمهاجرين" تحتوي على ما يزيد عن 1000 مهاجر، في حين أن طاقتها الاستيعابية تتسع فقط ل480 شخص. وفي رده عن الانتقادات التي يواجهها بخصوص وضع السياج المزدوج بموانع على شكل شفرات، قال "إن المشكل لا يكمن في السياج في حد ذاته، لكن الأمر يتعلق بما قد يشكله من عرقلة للعصابات التي تتاجر مع هؤلاء الناس".